التحالف المصلحي بين حفتر والثني بدأ بالتفكك

38serv

+ -

 تتسارع الأحداث في ليبيا وتتعدد تفاعلاتها ، مع بروز فاعلين جدد يمهّدون لمرحلة جديدة تعيد هندسة الخارطة السياسية لما بعد مرحلة الترتيبات السياسية التي يراد أن تكون بثنائية قوى المال والعسكر، وبدعم من دول إقليمية فاعلة ترمي بثقلها لترسيخ هذا المسار، وتكشف محاولة اغتيال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني، عن وجود إرادة لإزاحة التيار المدني من المشهد السياسي، وسيادة غلبة الجيش بقيادة اللواء خليفة حفتر في مرحلة لاحقة بدعم من قوى المال. وتجلى التحالف غير العلني بين قوى المال والجيش في تقاطع المصالح  بين الطرفين، وبينته العلاقة بين رجل الأعمال حسن طاطاناكي مدير عام قناة “ليبيا أولا” وقائد الجيش الموالي لبرلمان طبرق، حيث يشكل الأول الواجهة الإعلامية والمالية في علاقة تبرز الطموح الجديد للجيش ممثلا في حفتر، حيث يقف طاطاناكي وراء الحملات الإعلامية المنتقدة لسياسات الثني، وقد برزت مؤشرات عديدة تفيد بحدوث قطيعة بين حلفاء الأمس، لاسيما مع توالي الضغوط على الثني وسلوك حفتر الذي يؤشر عن تحرك مستقل تماما عن الحكومة، بينما اعتبر بمثابة تمهيد لانقلاب عسكري يلقى دعما مصريا إماراتيا بالخصوص لإعادة الجيش إلى الواجهة، ممثلا في حفتر، وتقاسم الأدوار مع قوى المال التي تبقى ضرورية لدعم جهود الحرب . وبعد أن كان التقارب سيد الموقف بين الثني وحفتر، حيث دعّم الأول الثاني في مواجهة وزير الداخلية عمر السنكي، الذي انتقد استقلالية حفتر وطموحه المتزايد للسيطرة على الوضع، والعمل بعيدا عن سلطة الحكومة ووزارة الدفاع ورئاسة الأركان، حدثت قطيعة فعلية مع توالي الضغوط لحمل الثني على الانسحاب منذ فيفري الماضي والدخول في سباق مع الزمن لدفع خليفة له على رأس الحكومة يكون قريبا من حفتر وتوجهاته، ولم تكن المظاهرات الداعية لإقالة الثني أمام البرلمان  ثم محاولة الاغتيال سوى فصل من فصول مسلسل يكرّس القطيعة بين المدني والعسكري في الجهة الشرقية من ليبيا.وقال المحلل السياسي الليبي أشرف الشح في تصريح لـ “الخبر”، إن اتهام رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني لمن أسماهم بأصحاب المال الفاسد في محاولة اغتياله، له دلالة مباشرة وهي أن التحالف المصلحي، والذي تولّد بعد انقلاب خليفة حفتر وإطلاقه عملية الكرامة، ونقل البرلمان إلى طبرق، بدأ بالتفكك والانفراط، مضيفا أن الحلفاء المتمثلين في أصحاب المال الذين هربوا من طرابلس بعد انفجار الوضع في ليبيا، لم يعودوا على اتفاق معه ومع حفتر. وأضاف أشرف الشح قائلا “اليوم المصلحة التي جمعتهم لم تعد قائمة، خاصة أن الأمر يتعلق بالاستثمارات الليبية في الخارج، وكل واحد يحاول الانقضاض عليها، نظرا للأزمة في ليبيا، ومن هنا انطلق الخلاف حول قسمة هذه الثروات، وهو ما يؤكد تصريحات الثني الذي تحدث عن قناة “ليبيا أولا” التي وجّهت له منذ حوالي أسبوعين سهامها، لعدم رغبة كل طرف في حصول الآخر على محفظة الاستثمارات الليبية المقدرة بنحو 67 مليار دولارا”.وأشار المتحدث إلى أن ما حدث من احتجاجات لمسلحين أمام البرلمان، دليل على أنه لم تكن قط في طبرق أي معايير أمنية، وأن التحالف كان قائما، حسبه، على أساس المصلحة، وعندما ظهر الانفراط اتضح أنه لا وجود لمعايير أمنية ولا أسس تنظيمية، بل ودليل آخر لدول الجوار على أن الشرق بيد عصابة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات