+ -

 قيمة السلطة في الجزائر تتهاوى عندما تتهاوى قيمة البرميل !السلطة في الجزائر تتصرف كالصرصور في فصل الصيف... فتملأ الدنيا غناء... وعندما يحل شتاء البرميل تتحول صراصير الحكومة إلى مجرد قشات تبن.لم أفهم ما يقوله سلال... ليس لأنه لم يقل كلاما مفهوما... ولكن لأنه يستخدم نسقا منطقيا لا يخضع لأي منطق في شرح وتبرير الأشياء والأحداث والوقائع.كيف لحكومة ترى بعين اليقين أن الأفق مدلهم والمصيبة قادمة وتعمد إلى وقف بعض المشاريع الكبرى والصغرى لتخفيض النفقات وتجنب الكارثة المحتومة.. وفي نفس الوقت تقوم الحكومة برفع عدد الولايات من 48 ولاية لا تعمل فعليا كولايات إلى أكثر من 70 ولاية لتوسيع النفقات غير المبررة على هذه الولايات الجديدة؟ !هل التقشف الذي يدعو إليه سلال لا يرى فيه بأن فتح ولايات جديدة بلا مبرر مقبول، هو في الواقع عفس للتقشف؟!لماذا لا تكون الحكومة صريحة مع نفسها ومع الشعب وتقول لسكان الجنوب أنتم لستم في حاجة إلى ولايات جديدة تستهلك الأموال على الإدارات التي لا تضيف شيئا إلى تنمية الجنوب... بل تؤدي إلى ابتلاع مقدرات جديدة في عملية فسادية جديدة لا طائل من ورائها..؟ !إذا كانت قضية الغاز الصخري هي السبب في هذه الولايات الجديدة، فلماذا لا تقوم الحكومة بوقف هذه المسألة... على الأقل من باب التقشف في المشاريع الكبرى؟! والحال أن سوناطراك قالت إنها يمكن أن تستثمر 70 مليار دولار في الغاز الصخري؟!أليس نصف هذا المبلغ وحده كافيا لتغيير وجه الصحراء في الفلاحة والطاقة الشمسية... ويصنع استقرار تنمية لا يحلم بها سكان الجنوب؟!منذ أيام سمعنا أن سوناطراك بصدد رفع الإنتاج من الغاز التقليدي والبترول التقليدي... فإذا كان هذا صحيحا... فلماذا إذن حكاية الغاز الصخري؟!ومادامت الحكومة غير قادرة على تصور الحلول الجيدة للمشاكل الصحية التي تواجه البلاد.. فلماذا لا تقوم هذه الحكومة بفتح حوار بين أفراد الشعب تشارك فيه كل الفعاليات لوضع تصورات صحيحة للحلول الممكنة للمشاكل التي ستواجه البلاد؟ !لماذا تحمي هذه السلطة فكرة احتكار الرداءة للقرارات الرديئة؟!الأحزاب معطلة بسبب الصراعات، والمؤسسات الدستورية معطلة بالتزوير والفساد والرداءة، ولا توجد قنوات مقبولة لجمع أفكار الناس حول المشاكل التي تواجه البلاد... إنه هدر آخر لمقدرات البلاد قد يتجاوز هدر الأموال، فالأفكار الجيدة هي التي تصنع الحكم الجيد والتنمية الجيدة. سوء الاستماع للشعب يعد أخطر تبذير لمقدرات البلاد... فقد انتهى عهد الحاكم “البوعريفو” في كل شيء؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات