كان 2015... السعفة الذهبية بـ"الأزرق والأبيض والأحمر"

+ -

 توّجت السينما الفرنسية، أول أمس، خلال اختتام فعاليات مهرجان “كان” الدولي للسينما، بثلاثة من أهم الجوائز الكبرى للدورة الـ68 لمهرجان “كان” السينمائي الدولي، حيث عادت “السعفة الذهبية” إلى المخرج الفرنسي جاك أوديارعن فيلمه “ديبان”، وفازت الممثلة الفرنسيةُ إيمانويل بيرْكو بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “ملكي”. وأكد الممثل الفرنسي فانسون ليندون تكهنات السينمائيين والصحافة بعد أن نجح في افتكاك جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم “قانون السوق”.بعد ست سنوات من حصوله على جائزة لجنة التحكيم لمهرجان “كان” السينمائي عن فيلمه “الرسول”، عاد المخرج الفرنسي جاك أوديار ليرفع من جديد السينما الفرنسية إلى سقف “السعفة الذهبية” عبر تتويج مفاجئ حمل نكهة سياسية بالتزامن مع الأوضاع الأمنية التي تعيشها فرنسا. فإلى غاية اليوم الأخير للمهرجان، لم يكن اسم جاك أوديار مطروحا بقوة للتتويج بـ«السعفة الذهبية” مقارنة بالأفلام الأمريكية والإيطالية وحتى الصينية التي وقعت حضورا قويا وخلّفت أثارها في ليالي المهرجان الأهم في عالم السينما. “السعفة الذهبية” حملت مفاجأة خارج تكهنات النقاد والصحافة التي تتابع المهرجان، بعد أن كان التتويج سيرجع إلى الفيلم الأمريكي”كارول” للمخرج تود هاينس، أو “شباب” للمخرج الإيطالي بلولو سورنتينو، إلا أن لجنة التحكيم التي يقودها هذا العام المخرجين الأمريكيين الأخوين كوين، اللذان حصلا على  “السعفة الذهبية” سنة 1991 عن فيلمهما “بارتون فينك”، قالا كلمتهما رفقة كل من أعضاء اللجنة صوفي مارسو، جايك جيلينهال، سينا ميلر، جيلليرمو ديل تورو، رقية تراوري، كسافييه دولان وروسي دي بالما.لجنة التحكيم حاولت من جهة ثانية التوازن عبر منح فيلم “كارول” جائزة أفضل ممثل للأمريكية مارا روني، وعرجت على قناعات الجمهور الذي أبدى إعجابه الكبير بفيلم “القاتل” للمخرج التايواني هو هسياو هسيين لتمنح جائزة أفضل مخرج، كما قال عضو لجنة التحكيم جيلليرمو ديل تورو، أنهم حرصوا على منح الجائزة وجوائز أخرى إلى مخرجين معروفين، باعتبار أن المنافسة بطبيعتها غير كاملة، لكن هذه الجوائز تمثل أفضل ما استطاعت اللجنة أن تمنحه، كما أضاف: ناقشنا كل الأفلام وهذه الجوائز لا تمثل بالضرورة كل أبعاد مناقشاتنا بالنسبة إلى فيلم “القاتل”، قدرنا أن لغته كانت شاعرية وواضحة”.رغم ذلك إلا أن الانحياز المبالغ فيه لمهرجان “كان” للسينما الفرنسية بدا واضحا، فقد تلوّن المهرجان بأحداث “شارلي إيبدو” ولكن بطريقة مختلفة، حيث قررت هذه المرة الالتفات إلى المهاجرين غير الشرعيين، كما أورد فيلم “ديبان” درامية اجتماعية تحكي مصير مهاجر غير شرعي ينحدر من سيريلانكا يظهر للهرب نحو باريس. حظ العرب من الجوائز جاء عبر بوابة الأفلام القصيرة، حيث فاز اللبناني إيلي داغر بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان “كان” السينمائي عن فيلمه “الموجة 98”،  وهو فيلم من إنتاج لبناني قطري يحكي قصة عمر، الذي يعيش في ضاحية معزولة في بيروت، رجل تائه وفاقد الأمل في الحياة، يتجول في المدينة، مما يفضي به الوصول إلى أعماق المدينة. يدخل في عالم مألوف ولكنه بعيدا كل البعد عن واقعه، يفقد مغزى كل شيء ويجد ضالته في المقاومة لصون أصوله وانتمائه.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات