+ -

 هل يُشرَع صوم شهر شعبان؟ وما هو فضله؟   .   قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا} الأحزاب:21.ويشترط في قبول أيّ عبادة الإخلاص ومتابعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. والصّوم من أعظم العبادات، ولقد ثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يصوم في شعبان نصفه الأوّل كلّه، كان يصوم حتّى ظنّت عائشة رضي الله عنها أنّه لا يفطر، ويفطر نصفه الثاني حتّى ظنّت أنّه لا يصوم، والأفضل أن لا يصوم العبد قبل شهر رمضان بيوم أو يومين حتّى لا يدرك بصومه ليلة الشكّ الّتي نهى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن صومها. وإنّ صيام شعبان له فضل عظيم وأجر جزيل، ولذلك كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يكثر من صيامه فيصومه كلّه إلاّ قليلاً.فعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهرًا من الشّهور ما تصوم من شعبان، قال: “ذلك شهر يَغفل عنه النّاس بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفَع فيه الأعمال إلى ربّ العالمين، فأحبّ أن يُرفَع عملي وأنا صائم” أخرجه أحمد والنّسائي، إسناده حسن. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رأيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم استكمل صيام شهر قطّ إلاّ رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان”، ورواية: “كان يصوم شعبان كلّه، كان يصوم شعبان إلاّ قليلاً” رواه البخاري ومسلم.وعن أمّ سلمة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “كان لا يصوم شهرين متتابعين إلاّ شعبان ورمضان” رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح.وسبب ذلك أنّ أفضل التطوّع ما كان قريبًا من الفرض قبله وبعده فهو يلتحق بالفرض في الفضل، ويكمل نقصه، كما ورد في فضل صوم ست من شوال بعد رمضان، وكما ورد في فضل زكاة الفطر، وذلك أيضًا لأنّ شعبان شهر يغفل النّاس عنه بين رجب ورمضان، كما في حديث أسامة المتقدّم، فلمّا كان رجب شهرًا حرامًا من الأشهر الحُرم، ورمضان شهر الصّيام، انشغل كثير من النّاس بهما ونسوا شعبان مع فضله. كما أنّ صوم شعبان يروِّض النّفس ويحضّرها ويهيّئها لصوم شهر القرآن، شهر رمضان، فلنحرص جميعًا على طاعة الله. والله نسأل أن يوفّقنا ويهدينا ويثّبتنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات