السيسي يتحدى الثورة وملك السعودية بقرار إعدام مرسي

38serv

+ -

هل تجدون حكم الإعدام الصادر في حق مرسي منطقيا بالنظر إلى التهمتين المنسوبتين إليه؟ حكم الإعدام الصادر في حق الرئيس السابق محمد مرسي والذي نراه كملاحظين رئيسا شرعيا كونه فاز في الانتخابات بعد الثورة المصرية يعتبر حكما جائرا ولا يخدم مصلحة الاستقرار الأمني الداخلي والاقتصادي، كما لا يخدم سمعة مصر داخل المجتمع الدولي وحتى في المنطقة العربية التي هي على فوهة بركان، ونعتقد كملاحظين أن هذا الرئيس الانقلابي عبد الفتاح السيسي أعطى رسالة واضحة إلى الشعب المصري والمجتمع الدولي، أنه لا يرغب في أن يكون منافسه محمد مرسي، ولم يقبل تلك المواصفات فهو يريد أن يوجّه أولا رسالة داخلية قاسية بالضغط على الثورة المصرية وأن يعطي ثانيا إشارة إلى الوضع الإقليمي وكأنه يتحدى التوجهات الجديدة في المنطقة، وكأنه يقول للسعودية أتحدى الجميع وأعدم الرئيس المنتخب، خاصة أن الوضع بدأ يتبلور حول الترويكا الجديدة بمعنى مجيء الملك سلمان ملك السعودية وتقربه من تركيا وقطر كان بمثابة الرسالة السلبية للسيسي الذي كان يأمل بالدعم السعودي لتمكينه من تفكيك الشرعية الدولية لكن الموازين تغيرت في المنطقة ووجد نفسه محاصرا خاصة بعد الضربات الموجعة للإطاحة بالنظام السوري بدعم من تركيا وحل الأزمة اليمنية بمساعدة أمريكا للسعودية، الأمر الذي أربك السيسي وجعله يتيقن بأن دوره قادم.ألا يتخوف السيسي من تصاعد التطرف وردود أفعال الإخوان بعد تنفيذه أحكام الإعدام في حق ستة مصريين؟ لقد قرأتها قراءة عكسية وكأن السيسي بأخذه هذه الأحكام الجائرة يدفع بالإخوان إلى العنف ويطلب منهم الدخول في صراعات دموية تحمل من خلالها الجماعات المتطرفة السلاح لخلق تصادم سياسي عنيف بين الشعب والمؤسسة العسكرية وبالتالي إدخال مصر في دوامة عنيفة لكن بعض القيادات من الإخوان طالبت الشارع المصري بعدم الرد على ذلك بغية استرجاع الشرعية السلمية.كيف تترجمون غياب رد الفعل الفرنسي تجاه قرارات الإعدام في حق رئيس منتخب؟ لنكن موضوعيين، طبعا فرنسا لها مصالح وكما قالها رئيسها الأسبق الجنرال ديغول “فرنسا ليس لها أصدقاء بل لها مصالح مع الدول”، وبالتالي مصلحة فرنسا تكمن في بيع الطائرات وقد استطاعت بيعها إلى مصر وقطر والإمارات والهند ونحن نعرف أن هولاند سيتقدم إلى الانتخابات الرئاسية 2017 وعليه أن يقدّم حصيلة للشعب الفرنسي، لكننا تعودنا على فرنسا بلد الدفاع عن حقوق الإنسان وبلد الحريات وهو يعطي دروسا في ذلك لكل بلدان العالم وأن هذا الصمت لا يخدم المصالح الفرنسية، وهو صمت مريب فكان من المفروض على الأقل أن تعبر فقط على قلقها، وفي اعتقادي فرنسا تنتظر أن ترى موقف الدول الأوروبية الأخرى وأمريكا وبريطانيا. بالمقابل ألمانيا عبرت بكل وضوح على اعتراضها من خلال إلغاء رئيس البرلمان الألماني موعد لقائه بالسيسي في الزيارة المرتقبة الأسبوع القادم.    ماذا تتوقعون أن يكون رأي مفتي مصر شوقي علام الذي أحيلت عليه أوراق إعدام الرئيس الذي عينه في هذا المنصب في فيفري 2013؟ لا يوجد أي استغراب في ذلك، فمرسي هو من عيّن السيسي ثم شكر المؤسسة العسكرية وأيضا عيّن المفتي، لكن كما تعوّدنا الشعوب تتبع في أغلب الأحيان القيادات، وما فعله السيسي تجاوز بكثير ما كان في حكم مبارك وحتى هذا الأخير لم يتجرأ أن يحكم حكما جائرا في حق يوسف القرضاوي الذي كان يتنقل بكل حرية في مصر مما يدل على أن نظام السيسي هو نظام عسكري متسلط لا يضع ثقته لا في الشعب المصري ولا في المجتمع الدولي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات