رقاة ونفسانيون وفايسبوك لتحضير بكالوريا 2015

دخل جيل بكالوريا 2015 مرحلة الحسم في الاستعداد للامتحان المصيري، الذي كان للتكنولوجيا حصة الأسد فيه. فأغلب المترشحين لا يستغنون عن الألواح الإلكترونية والهاتف الذكي في المذاكرة، بينما راهن آخرون على التحضير النفسي، فيما انصاع بعضهم لنصائح الجدات باتباع طقوس غريبة لقهر الخوف يوم الامتحان.استحوذت على عقول المترشحين للبكالورياالوصول إلى محطة 7 جوان بـ”الفايسبوك” و”تويتر” و”السكايب” مع بداية العد التنازلي لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، يتسابق المترشحون مع الزمن للظفر بتأشيرة ولوج الجامعة بإنهاء المقرر الدراسي بأي طريقة. فمواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” و“تويتر”، إضافة إلى تقنية “السكايب”، فضاءات افتراضية استحوذت على عقول المترشحين، بطرح وتبادل الأفكار حول كل ما يتعلق بالامتحان، كأهم الأسئلة المتوقعة ومنهجية الإجابة بعد استنفاد جميع طرق التحضير لمحطة السابع من جوان.“الخبر” اقتربت من المترشحين ومنهم تلاميذ بثانوية الإدريسي في ساحة أول ماي بالجزائر العاصمة، الجميع يحلم بتذوق نشوة النجاح في البكالوريا نهاية السنة، إلا أن الخوف والقلق من هذا اليوم أصبح هاجسهم المشترك، رغم الابتسامة العريضة التي ظهرت على وجوههم بعد خروجهم من أول يوم للامتحان التجريبي.التلميذ سدور أمير، يدرس في شعبة العلوم الطبيعية، تقاسيم وجهه البشوش ومرحه لم يخفيا خوفه وقلقه مع اقتراب موعد الامتحان.يقول أمير: “وفرت علي الشبكة العنكبوتية مشقة البحث عن الأسئلة النموذجية التي أستغلها في التحضير لهذا الامتحان المصيري، كما أعتمد على فيديوهات خاصة بشرح دروس مواد الفيزياء الرياضيات والعلوم الطبيعية يقدمها أساتذة على موقع اليوتوب”.أما التلميذ عادل عبد الحق الذي يجتاز الامتحان “باش يفرح والديه”، كما أخبرنا، فالتحضير للبكالوريا أصبح هاجسه اليومي، وهو لا يستغني عن شبكة الأنترنت في المراجعة، إذ يبحر داخل منتديات على موقعي التواصل الاجتماعي “الفايسبوك”، “اليوتوب”، ويستنجد بشروح  بعض الدروس المستعصية في شعبة العلوم التجريبية، “الشبكة العنكبوتية وسيلة للتدريس عن بعد”، يردف عبد الحق وكله أمل في افتكاك شهادة البكالوريا.ويعترف التلميذ هشام، في شعبة العلوم الطبيعية، بأن لمواقع التواصل الاجتماعي وتقنية “السكايب” الفضل في تحضيراته للبكالوريا، لأنها تجعله دائما على اتصال بأصدقائه وزملائه في الثانوية، وتوفر عليه الجهد والوقت، لدرجة أنه تخلى عن الدروس الخصوصية. أما بنات ثانوية الإدريسي، فكلهن مجندات لافتكاك المراتب الأولى، على غرار الطالبة ياسمين كسكاس في شعبة العلوم الطبيعية هي الأخرى، التي قالت إنها حاولت تدارك الدروس خلال إضراب الأساتذة بالإبحار في الفضاء الافتراضي، حيث فتح العديد من المترشحين لشهادة البكالوريا صفحات على “الفايسبوك” لطرح وتبادل الأفكار حول كل ما يتعلق بأسئلة ومنهجية الإجابة، ما جعلها تشعر بالمراجعة جماعيا.وعكس سابقيها، ترفض الطالبة حيداس سهام بنفس الثانوية، تخصص علوم طبيعية، الاعتماد على الطريقة الحديثة في المراجعة، خاصة “الفايسبوك”، بحجة أنه قد يكون سببا في ضياع وقتها، مفضلة الطريقة التقليدية في المذاكرة، بوضع ملخصات لجميع الدروس.  ولم تختلف أجواء تحضير طلبة البكالوريا بثانوية الأمير عبد القادر بباب الوادي في العاصمة عن مترشحي ثانوية الإدريسي، فالطلبة يعيشون على الأعصاب، ولعل ذلك ما ينطبق على التلميذ يوسف الذي بادرنا بعبارة “راني مبانيكي”، قبل أن ترتسم على محياه ابتسامة عريضة، ليردف قائلا: “هي المرة الثالثة التي سأجتاز فيها هذا الامتحان في شعبة العلوم التجريبية، فخوفي من تكرار تجربة الفشل أثر على تحضيراتي، غير أني وجدت الدعم من صديقي الذي يحرص على إيقاظي عن طريق “البيباج”، لنلتقي بمقهى أنترنت، حيث نقوم بمراجعة الدروس بالدخول في منتديات مواقع التواصل الاجتماعي وتحميل الفيديوهات، مع أخذ المواضيع والأسئلة التي يتسابق المترشحون لنشرها على الفايسبوك”.بحجة التركيز في الامتحان والسيطرة على الخوفتلاميذ يلجأون للرقاة والحجامة والإبر الصينية إغراق المساجد برسائل الأدعية يشترك الطلبة المقبلون على امتحان شهادة البكالوريا، على اختلاف طبقاتهم ومناطقهم، في طقوس وممارسات متنوعة، البعض منها يكتسي صبغة دينية، والكثير منها يحتكم للأعراف وحتى للعادات، فالحالة النفسية للمقبلين على هذا الامتحان المصيري تجعلهم يتشبثون بكل ما هو ممكن لتحقيق حلم التعليم العالي.تحولت قاعات المساجد إلى نقطة التقاء الطلبة، كما هو الحال بمساجد بواسماعيل والقليعة وفوكة والدواودة في تيبازة، حيث يفر الكثير من التلاميذ إلى هذه الأماكن للمذاكرة الفردية والجماعية تبركا بهذا الفضاء وطلبا للهدوء والسكينة، اقتداء بالناجحين الأوائل الذين سلكوا هذه الطريقة الممزوجة بين المذاكرة والعبادة.ولا يتردد المترشحون للامتحان في إغراق مقصورات الأئمة برسائل يطلبون من خلالها بتخصيص خطبتي الجمعة للدعاء والتضرع بمنح التلاميذ التوفيق، وهو ما لا تخلو منه مساجد الجمهورية.الحنة المرقية للفتيـــــاتوبالجهة الغربية للولاية، تلجأ الكثير من الفتيات المقبلات على هذا الامتحان إلى الرقية الشرعية. فقد أكدت إحداهن لـ“الخبر” أن بعض المنتسبات إلى ثانويات ڤوراية، الداموس وشرشال، يتوجهن إلى سيدة معروفة ببلدية سيدي غيلاس، مختصة في الرقية، حيث يتزايد الطلب عليها نظرا لطريقتها الخاصة بهذا الموسم والمتمثلة في مسح أيادي التلميذات بالحنة “المرقية”، وهناك يتم تخصيص اليد التي تستعملها الطالبة في الكتابة لتلوينها بهذه المادة، ظنا منهن أن الحنة ستجلب لهن الحظ والتوفيق في تحرير الإجابات الصحيحة.كما تشتهر بعض المناطق بعادات أخرى، وهي إقبال المترشحين على جداتهم وأجدادهم للحصول على مناديل أو “محارم” ترافقهم إلى أقسام الامتحانات، بينما يلجأ الآخرون إلى الاستحمام بالماء المرقي صبيحة اليوم الأول للامتحان، فيما يتشبث الكثير منهم بتناول الطمينة المحضرة بالعسل المرقي أيضا، بينما يقوم العديد من الطلبة بزيارة عيادات الحجامة بغرض التخلص من الضغط، خاصة أن موعدها يتناسب مع وقت الامتحان، حيث ينصح الأطباء بالحجامة في فصل الربيع، فيما ظهرت طرق أخرى للتخلص من التوتر مثل الإبر الصينية، وهي ميزانيات إضافية على عاتق الأولياء من أجل الوصول إلى الهدف الكبير وهو بلوغ عتبة الجامعة.والغريب أن بعض الأولياء يعتقدون أن أسباب الإخفاق في امتحان شهادة البكالوريا ترجع للعين التي تصيب أبناءهم قبل اليوم “الموعود”، لذلك يعرضونهم على رقاة شرعيين لتحضيرهم نفسيا، كما يجلبون لهم “حروزا” من مشعوذين يلصقونها في أذرعهم أو يضعونها في جيوبهم حتى تبعد عنهم الخوف.كيف تتغلب على الخوف والتوتر قدم المستشار في المرافقة البيداغوجية والنفسية، عبد القادر ماسفان، نصائح قيّمة لكسر حاجز التوتر والخوف، وقال إنهما سبب في تعطل الذاكرة عن استحضار المعلومات، يأتيان نتيجة تضخيم الامتحان في حين هو أسهل من باقي الامتحانات. - تجنب محاولة التأكد من مدى التحضير للامتحان عن طريق اختبار قدرة الذاكرة ودفعها إلى استحضار المعلومات دفعة واحدة، لأنها لا تقوى على ذلك.- اعتماد طريقة مذاكرة حسب ما يفضله كل مترشح، وفق مبدأ “لكي تترسخ المعلومات جيدا يجب حفظها بالطريقة التي نحبها”.- إجراء رحلة بيداغوجية قبيل الامتحانات وتجنب الكلام كثيرا عن الامتحانات، مع دعوة الآباء إلى عدم الضغط على أبنائهم بتكرار الكلام والنصائح، ما يؤدي إلى تضخيم الامتحان في أذهان المترشحين، ومنه تولد الخوف والارتباك لديهم.- مطلوب من المترشح أن يقوم بكسر الخوف، من خلال أخذ نفس عميق لأن العقل يحتاج إلى الأكسجين لتخفيف الضغوط، ومن ثم الشروع في كتابة الاسم واللقب على ورقة الامتحان.- بعد قراءة موضوع الامتحان، اترك فرصة ووقتا للذاكرة كي تشتغل على استرجاع المعلومات التي هي إجابات للأسئلة، حينها ينطلق الطالب في الإجابة على الأسئلة السهلة والتي في متناوله ريثما تكمل الذاكرة عملها، لأن الذاكرة تعمل بالاسترخاء وليس بالضغط. على الأولياء رفع معنويات أبنائهم بتذكيرهم بكل ما هو إيجابي وتثمين إنجازاتهم في مسارهم الدراسي والحياتي، وهذا لتقوية ثقتهم في ذاتهم وفي تحضيراتهم.   الراقي “الشنفرة”“استقبلت عشرات الطلبة المقبلين على البكالوريا” كشف الراقي محمد بن مجحودة فردي، المدعو “الشنفرة”، بمنطقة وادي سفيون في ولاية سيدي بلعباس، عن “حقيقة استقباله لمجموعة كبيرة من الطلبة ومن مختلف المناطق داخل عيادته الخاصة خلال الأسابيع الأخيرة”.وأكد الشيخ لـ“الخبر” أن قرار اللجوء إلى الرقية الشرعية قبيل اللحاق بامتحانات نهاية السنة عادة ما يكون قرارا صادرا عن الأولياء، إيمانا ربما من هؤلاء بمنافع الرقية الشرعية مقارنة بفلذات أكبادهم.ويذكر “الشنفرة”، وهو شيخ في نهاية العقد السادس من العمر، أنه عادة ما يفسح المجال أمام المقبلين على عيادته لأجل الاستماع إلى انشغالاتهم وإلى ما يريدونه من وراء التحاقهم بالعيادة الكائنة بوادي سفيون، حتى يشرع في عمله، معترفا بأن الأمهات هن اللواتي عادة ما يبادرن بالكلام حول ما تعاني منه فلذات أكبادهن من الفئة المقبلة على اجتياز امتحانات نهاية السنة.ويقول “الشيخ” إن الأمر عادة ما يتعلق بوقوف الوالدين على حقيقة تراجع الأبناء في الاهتمام بدراستهم بحكم ما يظهر على هؤلاء من تكاسل في أداء الواجبات وحفظ الدروس، في الوقت الذي يركز البعض الآخر على حقيقة التعب الذي ينال من التلاميذ خلال هذه الفترة من جراء الضغط الرهيب الذي عادة ما يفرضه الوضع مخافة الرسوب في الامتحانات.وحسب ما أدلى به الشيخ “الشنفرة”، فإن غالبية انشغالات الأولياء تدور حول “العين” و«الحسد” وهو “ما يجعلنا نقوم بواجبنا تجاه هذه الشريحة بالاعتماد التام على تلاوة القرآن الكريم، مع إفادة عدد من الحالات بقارورات صغيرة من خليط الزيوت السبعة”.وقد تصادف وجودنا داخل عيادة “الشنفرة” ببلدية وادي سفيون يوم الثلاثاء الفارط مع تواجد عدد من التلاميذ خاصة من الجنس اللطيف، لأجل الخضوع للرقية الشرعية، إلا أن ذلك لم يكن كفيلا بالحصول على أي تصريح أو اعترافات من هذه الفئة لأسباب معقدة، رغم إلحاحنا على ذلك. المختص في التغذية عبد الكريم دادي“عليكم بالسمك فإنه وقود الدماغ” نصح مدير مخبر “حلال سرفيس” والمختص في التغذية، عبد الكريم دادي حمو، بتناول عدة وجبات خلال فترة ما قبل الامتحانات وأثناءها، تكون مشبعة بفيتامينات تساعدهم على اجتياز الامتحان بكل أريحية وتركيز.^ ەعلى المترشحين تناول السمك لاحتوائه على فيتامين أوميغا 3، لأنه يسهل الوظائف الحيوية التي يقوم بها المخ، ويجعله يقوى على الاشتغال بمرونة وسيولة.^ تجنب مشروبات الطاقة، لأنها تعطي الجسم طاقة في بادئ الأمر لكن مفعولها يزول بعد 24 ساعة، دون أن تقدم إضافة للدماغ.^ تجنب الإكثار من المنبهات قدر المستطاع، ومحاولة النوم مبكرا ليالي الامتحان والابتعاد عن المراجعة. التقليل من الزيوت والاعتماد على الخضر والفواكه واللحم الأبيض والغذاء الطبيعي.   بين ضغط الأولياء والتحضير للامتحانالمترشحون يستنجدون بالأخصائيين النفسانيين يشتد الضغط على المقبلين على اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا مع اقتراب موعد الامتحان، ويرتفع مستوى الأدرينالين لديهم ولدى أوليائهم أيضا. “الخبر” اقتربت من بعض المترشحين ونقلت قلقهم عشية الامتحان، ومحاولتهم التغلب عليه باستشارة أخصائيين نفسانيين علهم يمكّنونهم من وصفة “سحرية” لاجتياز البكالوريا “بأعصاب باردة”.الطالبة أنييس يكر، مترشحة للبكالوريا في شعبة اللغات الأجنبية بثانوية مزاري اعمر بالجزائر الوسطى، كانت ملامح الراحة بادية على وجهها، من خلال الابتسامة العريضة التي كانت ترافقها، بادرناها بالحديث حول حالتها النفسية فقالت: “أنا خائفة من الامتحان، لولا فضل أمي وأختي الأخصائيتين النفسانيتين اللتين ساعدتاني كثيرا على تجاوز حالتي”. ورغم السند الذي وجدته محدثتنا من بعض أفراد عائلتها، إلا أنها لاتزال مرتبكة وخائفة من فشلها في كسب مقعد في الجامعة، بعد أن ضيعته السنة الماضية.ويختلف الأمر بالنسبة لرفيقتها “أمينة.م” التي صرحت بأن والديها يزيدان من حدة الضغط عليها، وهي بحاجة إلى أخصائي نفساني يساعدها على الأمر، إلا أن ضيق الوقت مع اقتراب موعد البكالوريا منعها من زيارتها له.الأخصائي النفساني لا يكفي في بعض الحالات المعقدة، مثلما هو الحال بالنسبة للطالبة “رانية.ح”، البالغة 18 سنة، مترشحة للبكالوريا في شعبة الفلسفة بثانوية عمر راسم في العاصمة، حيث إنه رغم زيارتها للأخصائي النفساني، إلا أنها لم تجد حلا أمثل تقضي به على الهواجس المتزايدة يوما بعد يوم مع اقتراب موعد الامتحان. بدا جسم محدثتنا نحيلا ومرهقا بسبب صراعها مع قلة النوم من جهة وفقدان شهية الأكل من جهة أخرى، على حد قولها، ما جعلها تقدم على تناول مشروب يقوي الذاكرة ويزيد من درجة التركيز، تقتنيه من الصيدلية.وخلال جولتنا، لاحظنا أن طلبة شعبة الرياضيات الأكثر راحة من زملائهم في باقي الشعب، الأمر أكده لنا كل من الطالب “ز.أمين” و«و.رضوان” و«ب.ياسمين”، الذين يدرسون بثانوية أرقم مخزوني ببولوغين في الجزائر العاصمة، حيث أجمعوا كلهم على أن لغز راحتهم يكمن في عملهم بانتظام منذ بداية الموسم، رغم أن شعبتهم تعتبر من أصعب الشعب. أما عن اللجوء إلى الطبيب النفساني، فعلق أحدهم قائلا: “لم أصل إلى تلك المرحلة، لكن إن تطلب الأمر سألجأ إلى أخصائي نفساني من دون أي حرج”. المدرب في التنمية البشرية نسر سليمان“أنت قرأت إذن أنت جاهز يا مترشح” يرشد المدرب في التنمية البشرية، نسر سليمان، مترشحي البكالوريا بإرسال أفكار إيجابية لذاتهم، تفيد بأنهم قادرون وجاهزون لخوض الامتحان، وذكرهم بأن كل معلومة قرأوها ومرت على الدماغ ولو بالقراءة فهي مسجلة في الذاكرة، يكفي التركيز والتأني لاستحضارها.  حافظوا على وتيرة المذاكرة والمراجعة في الأيام الأخيرة ولا ترفعوها، وأحسن وقت لمراجعة مواد الحفظ هو الصباح الباكر عندما يكون الدماغ غير منهك بضغط النهار، إذ يجب تكرار المعلومات لتنفذ إلى العقل الباطن. الأوكسجين النقي في الصباح الباكر هو وقود الدماغ والعقل، وعليه يجب تغذيته من خلال الاستنشاق بعمق أربع دقائق كاملة كل صباح قبيل البدء في الحفظ والمذاكرة. داوموا الصلوات لأن ذبذبات العقل تشتغل مع حركات العبادة، وهو ما تم إثباته علميا. حافظوا على هدوئكم لأن الأعصاب والدماغ لا يعملان تحت الضغط، وعليه يجب أخذ الأمر بروية واطمئنان، لأن امتحان البكالوريا كغيره من الامتحانات إن لم نقل أسهل.أساتذة يحذرون من دروس الأنترنت والمنتديات التعليمية“المراجعة ترتكز على الأستاذ والتلميذ والمنهاج الدراسي” يرى أستاذ مادة التاريخ والجغرافيا بثانوية بن عليوي وسط مدينة سطيف، عبد الحميد لوعيل، أن المراجعة ترتكز أساسا على المعلم والتلميذ والمنهاج المدرسي. فيمكن للأستاذ أن يأخذ بيد التلميذ لتوجيهه نحو المعلومة الدقيقة والصحيحة، دون تضييع الوقت في المعلومات الهامشية.وعن لجوء الكثير من الطلبة المقبلين على شهادة البكالوريا إلى التغيب عن مقاعد الدراسة وتفضيل دروس الأنترنت والمنتديات التعليمية، قال عبد الحميد لوعيل: “صحيح أن الشبكة العنكبوتية فيها كمّ هائل من الدروس السمعية والبصرية، لكن تبقى منهجية التلقين حجر الزاوية في فهم هذه البرامج، زيادة على أن التلميذ يبقى حائرا في اختيار الدروس المناسبة”.ويشاطره الرأي أستاذ التعليم الثانوي، صالح مزاغشة، مؤكدا أن برامج الأنترنت تبقى غير مراقبة، ما يجعلها خطرا على التلميذ، فمعظم الطلبة يحمّلون الدروس السمعية على هواتفهم النقالة ويستمعون إليها باستمرار، زيادة على طبع العشرات من الدروس بغرض قراءتها، لكن هذه المتاهة التعليمية قد تجعل من التلميذ في حيرة كبيرة تفقده التركيز وتوهمه بأن الدروس كثيرة ولا يمكنه تداركها، لذا فالأستاذ يمكنه أن يضع حدا لهذا عبر خطط علمية محكمة للتلميذ من أجل مراجعة الدروس قبل الامتحانات الرسمية.رئيس اتحاد أولياء التلاميذ“الأولياء مطالبون بلعب دور الأخصائي النفساني” يرى رئيس اتحاد أولياء التلاميذ، خالد أحمد، أن “بعض الأولياء خاصة الأمهات، يزيدون من حدة الضغط على أبنائهم، خوفا من المستقبل المجهول”، واصفا الأمر بـ”الخطأ الفادح”. ودعا خالد أحمد الأولياء إلى “ضرورة لعب الدور الإيجابي في هذه المرحلة الحساسة بالنسبة إلى أبنائهم، من خلال مراقبتهم بطريقة ذكية وتوجيههم، وكذا تحفيزهم وتوفير الجو الملائم لهم، في ظل غياب الأخصائيين النفسانيين”.وحمّل المتحدث، في اتصال له بـ”الخبر”، القائمين على المؤسسات التربوية من مديرين ومفتشين، المسؤولية الكاملة لغياب دور الأخصائي النفساني على مستوى الثانويات، الذي أصبح، حسبه، يكتفي بحضور اجتماعات التوجيه في بداية السنة فقط ثم يختفي.كما نبه محدثنا التلاميذ الذين يتناولون مختلف المشروبات والأدوية، ظنا منهم أنها تقوي ذاكرتهم وتزيدهم من حدة الذكاء، إلى خطورتها.جديد بكالوريا 2015ـ يقدر عدد المترشحين لإجراء امتحان شهادة البكالوريا المقرر من 7 إلى 11 جوان المقبل بأكثر من 800 ألف مترشح، يتوزعون عبر 1550 مركز عبر التراب الوطني، حسب الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات.ـ حذرت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريت، من “محاولة الغش” خلال امتحان شهادة البكالوريا، مبرزة أن عقوبة الغش ستصل هذه السنة إلى إقصاء المترشح لمدة خمس سنوات وتصل إلى 10 سنوات بالنسبة للمترشحين الأحرار.ـ يتفادى الأساتذة خلال “مهمة الحراسة” قراءة الجرائد والكتب واستعمال الهاتف النقال والوقوف أمام المترشحين أو التحدث إليهم.ـ يمنع على التلاميذ إحضار الهاتف النقال أو أي أجهزة اتصال أخرى مثل البلوتوث.ـ الإعلان عن نتائج البكالوريا في 10 جويلية، حسب وزيرة التربية.ـ تقليص عدد الملاحظين بمراكز إجراء امتحان شهادة البكالوريا من 11 ملاحظا إلى ملاحظين اثنين بكل مركز.ـ الرفع من عدد المترشحين الأحرار في القاعة الواحدة، من 15 إلى 20 مترشحا، مع تقليص عدد الأساتذة الحراس من 5 إلى 4 حراس.اسأل المجربمتفوقون في البكالوريا يتحدثون عن تجربتهمزوبيدة مشطة ناجحة بمعدل 16.70“العزيمة والإصرار وراء تحقيق حلمي” زوبيدة مشطة، طالبة سنة أولى كلية الطب، تحصلت على شهادة البكالوريا شعبة علوم تجريبية بتقدير جيد جدا، وبمعدل 16.70، رغم أنها لم تبلغ العشرين من عمرها، إلا أن عزيمتها القوية وإصرارها سبب تحقيق حلم لطالما راودها مذ كانت طفلة صغيرة، وهو ولوجها عالم الطب، فما كان من القدر إلا أن ينصاع ويستجيب لعزيمتها.تقول زوبيدة: “دراستي منذ بداية السنة كانت عادية جدا، برنامجي كان يقتصر على المداومة في الثانوية، لأتحصل على الدروس كاملة، ثم أنتهز يوم السبت والثلاثاء مساء، للذهاب إلى المكتبة لأحل المسائل والتمارين، أما يوم الجمعة، فأتفرغ لمراجعة جل دروس الأسبوع، وهكذا وباقتراب الفصل الثالث، اختزلت يومي الأربعاء والخميس لأذهب إلى المكتبة من 9 سا صباحا إلى 20 سا مساء، لأكثف حل التمارين الرياضية والفيزيائية والعلوم التجريبية، كذلك لا أنسى أبدا أن أذكر أفضل طريقة والحافز الأنجع لمثل هكذا امتحانات هي الدراسة في مجموعات”.وأكدت زوبيدة مشطة أن المواد الأدبية لم تكن بمنأى عن اهتماماتها، لأهميتها في رفع معدل النجاح، موضحة أنه من أكبر الأخطاء التي يقع فيها التلاميذ عدم ٳيلاء الأهمية القصوى لهذه المواد وتفضيلها على حساب مادة أخرى، تواصل حديثها، لأنه رغم معاملها الضعيف إلا أنه كفيل بأن يحدث الفرق.وعن طريقة تناولها الطعام أردفت تقول: “كنت أشرب عصير الفواكه كثيرا وأتناول المعجنات حتى تمنحني طاقة طوال اليوم فلا أشعر بالإرهاق، أيضا المكسرات كل صباح في فترة الامتحانات، والتي تتمثل في الجوز واللوز إضافة إلى قطع السكر طبعا”.   بن عواج هادي يزاول دراسته بكلية الطب“تفوقي ثمرة تحضيري الجيد”أكد الطالب بن عواج هادي الذي حاز شهادة البكالوريا بتفوق، وهو الآن يزاول دراسته في كلية الطب، أن نجاحه في أهم امتحان وطني كان نتيجة التحضير الجيد الذي قام به طيلة السنة الدراسية دون هوادة، إضافة إلى الظروف المساعدة على ذلك التي وفرها له والداه.يختلف الطالب الجامعي بن عواج هادي مع من يعتبرون أن للنجاح سرا لا يعلمه إلا المتفوقون في دراستهم، فهو يجزم بأن هناك مفاتيح لتحقيقه هو نفسه اعتمد عليها، تتمثل في تحديد التلميذ هدفا أسمى مرتبطا بما يتمناه مستقبلا، ثم توفير الشروط التي يحقق بها هذا الهدف.وبما أنه كان يحلم بدخول كلية الطب التي لا يلتحق بها سوى الحاصلين على معدلات عالية في البكالوريا، فإنه بذل كل ما بوسعه وحرم نفسه من الراحة طيلة السنة الدراسية حتى حقق معدل 16.20، في الوقت الذي كان يؤمن بأن ‘’من طلب العلا سهر الليالي”.وعن الظروف التي ساعدته على تحقيق مبتغاه، أفاد بأن والديه وفرا له كل ما يحتاجه للتحضير في أجواء مريحة، حيث اقتنيا له الكتب والحوليات التي لها علاقة ببرنامجه الدراسي، وزوّداه بجهاز الكمبيوتر والأنترنت الذي سمح له بالبحث عن المواضيع والبرامج وأسئلة الاختبارات وأجوبتها في المنتديات الجزائرية العديدة.ومن بين مفاتيح نجاحه أيضا، أنه كان يراجع ما يدرسه في اليوم مساء اليوم ذاته الذي يحضر فيه أيضا دروس الغد “حتى تسهل علي عملية استيعاب الدروس بشكل جيد”، وهذا ما كان يكلفه السهر وعدم النوم مبكرا، علما أنه كان يستيقظ باكرا لمراجعة ما تبقى من الدروس.وعن إمكانية ممارسته نشاطا خارج الدراسة للترويح عن النفس، أوضح أنه كان موهوبا في الموسيقى ولم يكن يتخلى عن ممارستها، في الوقت الذي كانت “قيثارته” تمثل أحسن أنيس له وقتما شعر بالملل لكثرة المراجعة.محمد بن دحمان فاق معدله 16.25“قراءة القرآن والنوم الكافي مفتاح نجاحي” نصح الطالب المتفوق محمد بن دحمان كل المقبلين على امتحانات شهادة البكالوريا بضرورة إبعاد الضغط النفسي والتفكير المستمر في الامتحان واعتباره عاديا للغاية، وأكد أن التخلص من هذا الضغط لا يكون سوى بالمداومة على قراءة القرآن الكريم الذي يدخل راحة كبيرة في النفس.محمد بن دحمان الطالب الذي فاق معدله 16.25 في شعبة العلوم، ما أهله لدخول كلية الطب بجامعة سطيف، أكد في حديثه لـ«الخبر” أنه لم يدخل أقسام الدروس الخصوصية سوى في السنة النهائية من أجل تعزيز قدراته الذهنية وتثبيت معلوماته في مادة الرياضيات والعلوم والفيزياء، لكن المراجعة الحقيقية بدأها شهر أفريل قبل شهرين تقريبا من موعد امتحانات البكالوريا، زيادة على اغتنامه فترة مراجعة دروسه في الامتحانات الفصلية من أجل اختبار قدراته وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها.من جهة أخرى، قال محمد الذي يكاد يختم القرآن الكريم “قبل 20 يوما من الامتحان الرسمي أوقفت الدروس الخصوصية ورحت أركز على المراجعة داخل البيت دون أي ضغط، كنت أشاهد التلفاز وأصلي أوقاتي كلها في المسجد، أجلس مع عائلتي وأصدقائي لكن دون إفراط، زيادة على النوم الكافي مع الابتعاد عن تناول الأدوية والمهدئات”.تألقها يعود إلى الدروس التي تلقتها في القسمإيمان تنصح التلاميذ بعدم إغفال دروس البرنامج العادي كشفت الطالبة إيمان حنك من مدينة جيجل، بكالوريا شعبة علوم تجريبية، الموسم الماضي، بتقدير جيد جدا وبمعدل 17.87، أن التحضير للامتحان كان منذ بداية السنة، وكذا بالاعتماد على المكتسبات المحققة خلال السنوات الماضية.وأشارت إيمان التي تدرس حاليا سنة أولى بكلية الطب جامعة الجزائر “أن التحضير للامتحان تم دون إغفال أي مادة، مع استعمال الذكاء في التركيز على المواد الأساسية في مجال تقسيم الوقت”، وتضيف “غالبا ما كنت أخصص الفترة الصباحية التي تبدأ مباشرة بعد صلاة الفجر لتحضير مواد الحفظ، على أن أراجع المواد العلمية التي تعتمد على الفهم مساء”.وتواصل إيمان تقول “كنت أختار أوقات فراغ مع نهاية الأسبوع لأخذ قسط من الراحة بحكم اكتظاظ البرنامج في باقي الأيام”، ورغم “أني أستفيد من دروس الدعم في المواد الأساسية، إلا أن الفضل في تألقي يعود بالأساس إلى الدروس التي تلقيتها داخل القسم والمكتسبات القبلية، لأن 30 ساعة من الدراسة أسبوعيا تبقى الأهم ولا يمكن تعويضها بأي وسيلة، أما دروس الدعم فتبقى برأيي للدعم فقط”. وهنا استطردت بالقول “أنصح التلاميذ المقبلين على الامتحان ممن يعتمدون على دروس الدعم ويعزفون عن الدخول إلى مؤسساتهم، بألا ينسوا الدروس المقدمة في البرنامج العادي، مع التركيز على الجانب النفسي باعتباره يحافظ على المكتسبات المحققة من قبل ويسهل من التركيز”.