السبسي يحصل على وعود وأوباما يطرح شروط واشنطن

+ -

حصلت تونس على صفة الشريك خارج إطار حلف الناتو من الولايات المتحدة الأمريكية، وتعهّد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتقديم الدعم اللازم لتونس، خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الباجي قايد السبسي إلى واشنطن. لم تكن التعهدات التي قدّمها الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمساعدة تونس مطلقة، فأوباما أومأ بأن تكون المساعدات المقررة لتونس، مشروطة بما تحرزه تونس من تقدم على صعيد إنجاز الانتقال الديمقراطي، إضافة إلى اشتراط وضع آلية أمريكية لمراقبة مدى وصول وتوجيه المساعدات التي يمكن أن تقدّمها واشنطن، المجالات المخصصة لها في تونس، لكن هذه الاشتراطات الأمريكية جاءت في التوقيت غير مناسب بالنسبة لتونس التي عجزت عن استحقاق المساعدات الأوروبية ودفع الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بتعهداته السابقة لمد يد العون  لتونس في المرحلة الانتقالية، إضافة إلى الخيبة التونسية من التعهدات العربية والخليجية بشأن توفير دعم اقتصادي لتونس لمساعدتها على تجاوز المشكلات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة في البلاد، والمتزامنة أيضا مع هاجس أمني شكّل أيضا محور اهتمام تونسي بالحصول على دعم أمريكي لمحاربة الإرهاب.ويفسر المحلل السياسي نصر الدين بن حديد، تصريح الرئيس باراك أوباما، برفع تونس إلى مرتبة العضو غير الشريك في الحلف الأطلسي، بأنه ”يضع حدا لما دار من لغط حول الموضوع، والذي صاحبه تطمين من الجهات التونسية بعدم ذهاب إلى حد إقامة قواعد أطلسية أو أمريكية في تونس، خاصة وأن الرئيس السبسي يعلم جيدا أن الجزائر لن تنظر بعين الرضا لهذه الشراكة العسكرية بين تونس والولايات المتحدة، وستراقب هذه الشراكة، ومن ثمة يحتاج إلى سند قوّي من واشنطن، سواء لمواجهة رد الفعل السياسي من الشريك الأوّل لتونس، الجزائر، أو من التطورات اللاحقة، السياسية والاقتصادية”. ولفت بن حديد إلى أن رغبة الرئيس التونسي في كسب ودّ الولايات، دفعته في إحدى تدخلاته خلال هذه الزيارة إلى إطلاق نقد شديد للإسلام السياسي، رغم ما تربطه في الداخل من علاقة تعاون مع راشد الغنوشي زعيم النهضة”.ويفسر المحلل السياسي نصر الدين بن حديد، الأهمية التي أولاها الجانب التونسي لزيارة السبسي إلى الولايات المتحدة لكونها ”زيارة في يمكن أن تقدّم من دعم وتحسين لصورة مؤسسة الرئاسة في تونس، حين أصبح الصراع في تونس مفتوحا داخل الحزب الحاكم ضمن صراع الوراثة القائم أو حرب المواقع المفتوحة بين أطراف هذا الحزب”، ولا يفصل بن حديد زيارة السبسي عن بعض الترتيبات السياسية الداخلية في تونس، ويضيف أن ”زيارة السبسي أظهرت مستشاره محسن مرزوق في صورة الرجل الثاني ضمن الوفد بإمضائه لوثيقة الاتفاق مع كيري، وبذلك يكون محسن مرزوق قد أحرز بعض النقاط في حربه من أجل الوراثة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات