بعد تشكيل الحكومة بالتقسيط المريح يأتي الآن الحديث عن اجتماعها؛ متى تيسر ذلك للرئيس في مجلس للوزراء، حيث أصبح اجتماعه مثل صلاة الاستسقاء إذا قام به الرئيس مرة سقط الاجتماع عن الحكومة في مجلس للوزراء طوال العام.اجتماع مجلس الوزراء لم يعد فرضا دستوريا على الحكومة والرئيس كما يقول الدستور، بل أصبح نافلة ! ويحدث متى سمحت ظروف الرئيس الصحية! وغالبا ما يحدث الاجتماع لأخذ صور تذكارية مع الرئيس ليذهب الوزراء بعد ذلك إلى حال سبيلهم !علاقة الرئيس بالحكومة والوزراء أصبحت مثل علاقة ملكة بريطانيا بحكومة بريطانيا! الرئيس فقط يعين أعضاء الحكومة.. لكن من يسير الحكومة ليس الوزير الأول وليس “سكوتلنديار”، بل الأمير أو الدوق سعيد؟! وتسير الحكومة بالهاتف الثابت والمحمول !وزراء عينوا في الحكومة وغادروها دون رؤية أو مصافحة الرئيس الفعلي للحكومة، وهو رئيس الجمهورية أو حتى ظله الذي يحكم به؟!أتصور بيان مجلس الوزراء القادم، سيتحدث عن الحكمة اللقمانية للرئيس في تعيين أعضاء مجلس الوزراء الجدد! وسيتحدث ويثمن ما يقوم به الجيش الوطني الشعبي من توجيه ضربات موجعة للإرهاب في المدة الأخيرة! وبالطبع لا يتحدث مجلس الوزراء أو غير مجلس الوزراء عن بقاء الإرهاب ببلدنا ربع قرن كامل! لأن ذلك فيه مساس بالمصالح العليا للبلد؟!التلفاز اليتيم وحتى اللقيط سيتحدث بإسهاب عن قرارات مجلس الوزراء في 21 نقطة أعدت للدرامية، وسيشرحها للشعب الجزائري على طريقة حملة الشرح والتوعية بخطب الرئيس الذي كان يقوم بها الحزب الواحد أيام زمان، عندما كان يخطب الرئيس ولا يفهمه الشعب ويتولى الحزب إفهام الشعب ما يقوله الرئيس؟!سيجتهد التلفاز والوزراء في تبيان صورة الرئيس وهو يصول ويجول في مجلس الوزراء.. يدرس الملفات ويعطي التوجيهات للحكومة.. ولا غرابة إذا حدث هذا مرة في السنة؟! فالرئيس ليس من واجبه أن يتحدث للعشب كما يقول الدستور.. بل يتحدث فقط للوزراء الذين يعينهم لأداء شهادة الزور بأنه في كامل صحته !والحقيقة أن الرئيس بالفعل ليس مريضا، بل هؤلاء الوزراء الذين يقبلون بأداء هذه الأدوار المضحكة هم المرضى !أدعو اللّه أن لا يشملهم بشفائه لأنه شفاءهم يعني مغادرتهم للحكومة !هل تتصورون أن مجلس الوزراء يمكن أن يدرس أحداث غرداية المتجددة أخيرا، أو يدرس موضوع عين صالح والغاز الصخري، أو يدرس قضية الدستور المؤجل إلى ما لا نعلم، أو يدرس قضية الأمن الذي لم يستتب بعد رغم مرور ربع قرن؟! هذه كلها موضوعات ليست من اختصاص مجلس الوزراء [email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات