حمل اليوم السادس لفعاليات الدورة 68 لمهرجان “كان” السينمائي الدولي، رؤية إخراجية فرنسية متواضعة، لقصة عميقة المعاني، بعد أن ركزت المخرجة الفرنسية “فاليري دونزيلي” في فيلم “مارغريت وجوليان”، على الحب الممنوع أيضا، لتكون تذكرة من نوع خاص عبر أفلام تحمل فلسفة وتفتقد لدقة العمل الإبداعي السينمائي، من قصة واقعية اتهم فيها الأخوان بزنا المحارم، وأعدما سنة 1603، وقد حرصت المخرجة على تصوير الفيلم في نفس الأماكن الواقعية.حاولت المخرجة الفرنسية “فاليري دونزيلي” التركيز على تاريخ الجنس البشري، لتطرح السؤال: “من نحن ومن أين أتينا؟”. العمق والبعد الإنساني لقصة البشرية كما تحكيها كل الأديان، يضعنا جميعا في قفص واحد “مدانون بجريمة الحب الممنوع”، كما تقول قصة الأخوين “مارغريت وجوليان”، المقتبسة عن قصة للسيناريست الفرنسي جان غرووت، التي كتبها العام 1970. هذه القصة الحقيقية من زمن سلطة “كاترين دو ميديتشي”، أغرت المخرجة الفرنسية وحولتها إلى عمل سينمائي على طريقة قصص الأطفال التي تحكى قبل النوم.تدور أحداث الفيلم لمدة ساعتين تقريبا، حول علاقة حب من نوع خاص بين جوليان أدى دوره الممثل الفرنسي الشاب “جيرمي لكايم”، وأخته مارغريت أدت دورها الممثلة الفرنسية “أنايس دوموستييه”. وقد لامست الحكاية مشاهد حميمة وأخرى عاطفية وقانونية، غير أن الفيلم لم يفسر العاطفة القوية التي دفعت بالعشيقين إلى الهرب والإنجاب، فقد هربت مارغريت من زوجها الذي يكبرها بحوالي ثلاثين عاما، ورحلت مع أخيها، بعد أن تحولت القصة إلى فضيحة في المجتمع.من بين الأفلام الفرنسية الخمسة المتنافسة على السعفة الذهبية هذا العام كان الحب والعشق العنوان الأبرز، حيث بدا إصرار الأفلام الفرنسية على الرهان على المواضيع العاطفية وقصص الحب، وذلك عبر ملحمة “ “مارغريت وجوليان” التي جاءت بعد فيلم “كارول” وما حمله من روح الحب الممنوع، للمخرج الأمريكي “توود هاينس” والأحاسيس العالية في فيلم “ملكي” للمخرجة مايوان.المخرجة عبر الاستعانة بالراوي أرادت وضع القصة في قالب عاطفي، لكنها اتجهت في المقابل إلى تبرير العلاقات العاطفية الممنوعة التي تصنف في خانة “زنا المحارم”، مثل هذه الرؤية نادرا ما تأتي بها السينما الفرنسية وحتى العالمية، لكن المخرجة أرادت نقل البشرية إلى قرون غابرة من التاريخ، لتذكيرنا بلحظة الخلق الأولى، لهذا كان المشهد الجنسي الأبرز في الفيلم في العراء في الغابة وسط الأشجار والطين والحيوانات، إنه العالم الغريب العجيب الذي يجمعنا في فلسفة المشهد الجنسي الذي قدمته المخرجة بطريقة خاصة واستثنائية، تريد القول “كلنا تلك الخطيئة كلنا حكاية قابيل وهابيل وأختيهما”.قصة الفيلم التي تحمل إشارة إلى ضرورة توحد الأديان وترفع من شأن البشرية، قد تدفع بلجنة التحكيم إلى منح الفيلم تتويجا خاصا في عالم يعج بالمشاكل ويرفض التصالح مع إنسانيته ويعيش حالة من العطش للحب، إلا أن الموضوع وحده لا يكفي لحسم المسألة وتتويج الفيلم بجائزة السعفة الذهبية للدورة 68 لمهرجان “كان”، فأفلام المسابقة الـ19 تتميز بالعمل الفني والعاطفي وتحمل الكثير من المعاني أيضا
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات