+ -

شباب يسأل نحن مقبلون على شهر عظيم، وهو شهر رمضان المعظّم، فهل من كلمة تُقال بهذه المناسبة؟ صدق مَن قال “لكلّ مقام مقال ولكلّ حادثة حديث”، فنحن نعيش هذه الأيّام شهرًا آخَر يُعد رتيبة لرمضان وهو شهر شعبان.هذا الشهر، الّذي كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكثر من الصوم فيه كما ثبت ذلك عن عائشة رضي الله عنها، فعلى المؤمن أن يغتنم فرص الخير المقرّبة إلى الله تعالى الموجبة لرحمته وغفرانه وما أكثرها.فالصّوم من أجلّ الفرص والقربات، الّتي فيها من الحكم الشيء الكثير ما خفي منها وما ظهر، فهو مدرسة إن حطّ فيها المؤمن رحاله، فإنّه لن يخرج منها خاويًا لأنّ جزاءه أعظم من أن يعلمه، ويكفي ذلك كلّه شرفًا أن نسبه الله إليه، ففيما رواه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ربّه قوله: “كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصِّيام فهو لي وأنا أُجزي به” متفق عليه.شخص ارتكب الكثير من المعاصي ورمضان على الأبواب، فهل تُقبَل توبته؟ باب التوبة مفتوح لكلّ عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون.وعليه، نقول للسيّد الكريم سارع إلى مغفرة من ربّك بالتوبة النّصوح، مستغلاً النّفحات الرّبانية في هذا الشّهر الكريم، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “التائب من الذّنب كمَن لا ذنْبَ له” رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث حسن، ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبدّل سيّئاتهم حسنات.وقال تعالى: “والّذين لا يدْعُون مع الله إلهًا آخَرَ ولا يقتلون النّفس الّتي حَرَّم اللهُ إلاّ بالحقِّ ولا يزنون ومَن يفعَل ذلك يَلْقَ أثَامًا * يُضاعَف له العذابُ يومَ القيامة ويَخْلُد فيه مُهانًا * إلاّ مَن تاب وآمَن وعمِلَ صالحًا فأُولئِك يُبَدِّلُ الله سيّئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رَّحيمًا” الفرقان: 68-70.وأركان التوبة النّصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبعد عن جوِّها وأصحابها وما يؤدي إليها. والنّدم على فعلها مع التّمني لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. وعقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. وتبرئة الذِمّة إن كانت المعصية في حقّ عبد من عباد الله، كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإنّنا ندعو له بالمغفرة والرّحمة والخير عمومًا مع ذكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات