38serv
لا تزال العملية التي باشرتها، أول أمس، وحدات من قوات الجيش المشتركة في غابة “فركيوة” الواقعة ببلدية بوكرام بالجهة الغربية لولاية البويرة متواصلة، وارتفعت الحصيلة إلى مصرع 25 إرهابيا، بعدما تمكنت إحدى الفرق الأمنية من القضاء على ثلاثة إرهابيين خلال ليلة الأربعاء واسترجعت الأسلحة التي كانت بحوزتهم. وكان من بين الإرهابيين الأمير الجديد لجماعة ما يسمى بـ”جند الخلافة”، المنضوية تحت راية “داعش”، ويتعلق الأمر بخرزة بشير، المكنى أبو عبد الله عثمان العاصمي، والذي يبلغ من العمر 41 سنة، وينحدر من قصبة الجزائر العاصمة. بشأن تفاصيل هذه العملية، كشف مصدر أمني لـ”الخبر”، أمس، أن العملية جاءت نتيجة عمل استخباراتي دقيق، مكن مصالح الأمن من تحديد معقل المجموعة الإرهابية المستهدفة الواقع داخل غابة “فركيوة” الحدودية مع ولايتي البليدة وبومرداس، وبعدها تم التحضير للعملية من خلال إشراك وحدات من الجيش عاملة في القطاعات العملياتية لولايات البويرة والبليدة وبومرداس، وكذا قوات من النخبة، كما تم تسخير عتاد عسكري ضخم لهذه العملية، وقبل بداية الهجوم تم تطويق مكان تواجد العناصر الإرهابية وسد كل المنافذ المؤدية إلى المناطق الأخرى المجاورة.وبدأت أول عملية مساء يوم الإثنين، والتي مكنت في البداية من القضاء على إرهابيين اثنين، وفي صباح اليوم الموالي شرعت المروحيات في قصف مخابئ المجموعة الإرهابية، وأثناء محاولتهم الهروب، وقعوا في كمائن كانت قد نصبت لهم في مختلف المنافذ، فوقعت اشتباكات في أماكن مختلفة من الغابة، أسفرت عن القضاء على 22 إرهابيا، قبل أن يتم القضاء على ثلاثة إرهابيين آخرين، وقد استرجعت قوات الجيش خلال هذه العملية، كمية معتبرة من الأسلحة الحربية، تمثلت في 13 مسدسا رشاشا من نوع كلاشنيكوف وتسع بنادق نصف آلية من نوع سيمينوف وقناصة، وأخرى مضخية، وقاذفة قنابل وبندقية رشاشة من نوع “آف. أم. بي. كا” وبندقية صيد مقطوعة الماسورة ومسدس آلي وكمية معتبرة من الذخيرة، وقنابل يدوية وأجهزة اتصال لا سلكية وأغراض أخرى.أما عن خسائر أفراد الجيش خلال هذه العملية، قالت مصادرنا إن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح وصفت بغير الحرجة. وبشأن هوية العناصر الإرهابية التي تم القضاء عليها، أضاف ذات المصدر أنه يجري التعرف عليهم، مؤكدا: “بالنظر إلى العدد الكبير من الأسلحة المسترجعة وحيازة هؤلاء على أجهزة الاتصال اللاسلكي، نرجح وجود أمراء وقيادات إرهابية ضمن هذه المجموعة”. وفي نفس السياق، رجحت مصادر أخرى أن تكون هذه المجموعة هي التي تطلق على نفسها “كتيبة أبو بكر الصديق” التي كانت تنشط تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.وحسب متابعي الشؤون الأمنية بالولاية، فإن هذه العملية التي اعتمدت على عنصر المفاجأة، شرع في التخطيط لها منذ مدة، فالعناصر الإرهابية لم تبرح غابة “فركيوة” الشاسعة منذ بداية الأزمة الأمنية التي تمر بها البلاد، غير أن تلك العناصر قلصت من نشاطها الإرهابي في تلك المنطقة وحولت الغابة إلى قاعدة خلفية لعناصرها، يعودون إليها بعد تنفيذهم بعض العمليات الإرهابية في بعض مناطق البويرة وبومرداس وتيزي وزو والبليدة والمدية. أما في المناطق المجاورة، فقد عمدوا إلى ابتزاز المواطنين، لاسيما المقاولين المكلفين بإنجاز المشاريع التنموية في بعض البلديات المجاورة كـ”قرومة” و”بوكرام”. فوجود هذه العناصر وتحركهم على محور البويرة وبومرداس والمدية والبليدة، كان يعرفه السكان والمختصون، وهو ما جعل مصالح الأمن تترصدهم وتحدد معقلهم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات