“الوطن” و”الخبر” هما الصحيفتان اللتان نبّهتا الرئيس بوتفليقة إلى الخلل الذي جاء به التعديل الحكومي الجديد، خاصة تعيين رأسين لوزارة الخارجية. وهي عملية لم تحدث في تاريخ الدول الصغيرة أو الكبيرة.هذا هو الدور الوطني الإيجابي للصحافة المهنية والمسؤولة في عالم بناء الدول وتطوّر الأمم.الآن يمكن أن تفهموا لماذا وزير الإعلام أراد غلق هاتين الصحيفتين بكل مهنية وكفاءة وزارية؟ǃ ومع (الأسف) لم ينجح في مشروعه، ولأجله تم إبقاؤه في الوزارة لإتمام المهمةǃالرئيس بوتفليقة في أيامه الأخيرة أصبحت قراراته (تْشَفْ حومة نصارى) لهزالها، فهل من المنطق أن يقدم لنا حكومة بالتقسيط المريحǃ كل مرة يقدم لنا شكلا تنظيميا للوزارات والحكومات، ولو كان محيط الرئيس الذي يقدم له مثل هذه القرارات يفقه في أمور الدولة وله كفاءة في تسيير الشأن العام لما حدثت مثل هذه المهازلǃالرئيس المرحوم بومدين في آخر أيامه استبدت به أيضا مراكز القوة من مفسدي مجلس الثورة والحكومة.. ولذلك أصبح يقدم لنا حكومات بالتقسيط، كل مرة يعيّن لنا مجموعة من الوزراء، حدث هذا خلال تغييرات حكومية حدثت في 1977 وفي 1978، تماما مثلما يقدم لنا بوتفليقة اليوم حكومته بالتقسيط، وفيها مسحة العراك السياسي وغير السياسي بين الزمر الفسادية التي تتحلق حوله كديدان العفونةǃبومدين كان أيضا في نهاية عهده يقاوم الفساد.. والجميع يتذكر خطبه في قسنطينة وتلمسان وتيزي وزو، حيث حمل على الفساد والمفسدين، ولكن القدر لم يمهله حتى ينفذ ما تهدد به على الفساد.. ولعل الفساد والمفسدين هم من عجل برحيل بومدين..بوتفليقة اليوم لم يحمل على الفساد والمفسدين.. بل حمل على المعارضة والصحافة، وهما القطاعان اللذان كان من المفروض أن يتحالف معهما لمحاصرة مراكز القوة الفسادية التي تحيط به وتصادر إرادته في إصلاح الأوضاع، إن كانت له (فعلا) إرادة في القيام بذلك.أقسم بالله أنني ضحكت حتى وجعتني “كرشي”، حين سمعت أن الوزير مساهل قد عيّن وزيرا للجامعة العربية والمغرب العربي.. والحال أن هاتين المؤسستين انتقلتا إلى رحمة الله.. ولم يبق لهما ذكر إلا عند المحيط الرئاسي الفاسد في الجزائر.إننا ننتظر من محيط الرئيس أن يعيّن لنا وزيرا لعصبة الأمم وآخر لعدم الانحياز.. إنني أمارس حقي في العبث بهذا العمود، مثلما يمارس الحكام العبث بالمؤسسات؟ǃ[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات