لا مصالحة بـين مصــر وتركيـا مادام أردوغـان في السلطـة

38serv

+ -

ما تعليقك على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة، حول قرار إحالة أوراق الرئيس السابق محمد مرسي إلى المفتي، في قضية ”الهروب من سجن وادي النطرون”؟ تصريحات وتعليقات الرئيس التركي ليست جديدة على الدولة المصرية، فمنذ 30 جوان وأردوغان يتطاول من حين إلى آخر على الدولة المصرية وعلى أحكام القضاء، ومساندته الواضحة والدائمة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر. أضف إلى ذلك، أنه يمارس أعمال تحريض بشكل دائم على الدولة المصرية، في الوقت نفسه لا تزال مصر ملتزمة الصمت ولا تريد أن الرد والتصعيد أكثر مع أنقرة، واكتفت فقط بسحب السفير المصري لدى تركيا.. وأنا أعتقد أن استمرار النظام التركي في التطاول على الدولة المصرية، سوف يصعب عودة العلاقات بين الدولتين، وستفشل المساعي السعودية والخليجية في إعادة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، وأؤكد بأنه لن تحدث مصالحة بين البلدين طوال فترة تواجد أردوغان في السلطة. كما أن مساعي الصلح مع جماعة الإخوان ستبوء بالفشل أيضا، وبالتالي العلاقات المصرية التركية تبقى متوترة وغير طبيعية. ولم تشهد الدولة المصرية في التاريخ الحديث علاقات متوترة مع دولة ما، كما يحصل مع تركيا، إلى درجة أن توتر العلاقات والعداوة انتقلت من الأنظمة السياسية إلى الشعوب، فالشعب المصري لا يقبل أي شيء من تركيا، لأنها دولة تحرض على العنف.وماذا عن المظاهرات الأخيرة التي تشهدها تركيا، كيف ترون تطور الأحداث هناك؟ أعتقد أنها مظاهرات طبيعية تماما ضد النظام التركي الاستبدادي المتطرف، وهو يمارس القمع ضد شعبه ويقمع المظاهرات، وينتقد طريقة فض المظاهرات وفض الاعتصامات في مصر، وأنا أتوقّع أن حكم أردوغان سينجح في الانتخابات القادمة، لكنه لن يشكّل أي نوع من الاستقرار السياسي، وستتعاظم موجة المعارضة ضد نظامه.لكن الانتقادات على حكم الإعدام لم تصدر من الجانب التركي فحسب، بل كانت هناك تعليقات مستنكرة أممية وأمريكية، ما قولك؟ هذا الموقف طبيعي تماما من الإدارة الأمريكية، فالجميع يعلم بأن الأحكام التي صدرت عن محكمة جنايات القاهرة هي أحكام درجة أولى ومازال الاستئناف والنقض، وعادة ما تعوّدنا على التدخل في الشأن المصري من خلال التعليق على الأحكام كذريعة للضغط على الدولة المصرية، والتعليقات الأممية والأمريكية لن تغير في الموقف شيئا بالنسبة للدولة أو القضاء المصري.. وأعتقد أن استمرار الإدارة الأمريكية في الانتقاد والتدخل في القرار المصري، هدفه الضغط مجددا على مصر بعدما غيّرت حليفها الاستراتيجي واتجهت شرقا نحو روسيا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات