38serv

+ -

هل تعتقد أن الرئيس المخلوع محمد مرسي سيعدم فعلا؟ التهم الموجهة لمحمد مرسي غريبة جدا، ولم يسبق أن رأينا مثيلا لها، وغير موجودة في القانون المصري، فتهمة ”الهروب من السجن في ثورة 25 يناير” غير منطقية، ألم يقل إن السجناء هربوا بعد أن اقتحمتها أطراف من خارج مصر وفتحت البوابات؟ ومن يجد الأبواب مفتوحة من المنطقي والطبيعي أن يهرب، لماذا توجه التهم لمرسي وجماعته وحسب؟ أليس من الأجدر محاسبة عبد الفتاح السيسي الذي كان مدير المخابرات الحربية في عهد مبارك، وطيلة الثورة المصرية، ووزيرا للدفاع أيام محمد مرسي، لماذا لا يحاسب السيسي الذي كان مسؤولا عن المعلومات ثم وصل إلى رئاسة الجمهورية؟ كما أن قرارات الإعدام ضمت اسم شخص متوفى وهو من أغرب ما يمكن حدوثه.أما التهمة الثانية، وهي ”التخابر مع حماس”، فتدل على أن الحكم انتقامي شخصي لا علاقة له بالاتهامات الموجهة لمرسي وجماعته. وأنا لا أعرف إن كان سيعدم، النظام في حالة جنون، اختار التصعيد بدرجة كبيرة، ومنذ إعدام الستة أشخاص انطلقت عمليات التفجير في العديد من المحاكم المصرية، إلى جانب سقوط رجال شرطة، الوضع يدل على حالة انتقامية ما بين الطرفين، ولكن في حال إعدام مرسي سيتحول إلى بطل حربي.ألا تعتقد أن إعدام مرسي سيعيد سيناريو إعدام سيد قطب من قبل جمال عبد الناصر، ويدفع الإخوان المسلمين إلى مزيد من التطرف؟ بلى، الأمر أكيد، وكل المؤشرات الحالية تدل على أن البلاد ستدخل حالة فوضى عارمة، خاصة أن النظام الحالي لا يحاول التعامل بحكمة مع الموضوع، والفترة القادمة ستكون عصيبة، والآن هناك حالة غموض ما بين السلطة وجماعة الإخوان، لكن نتوقع أن ينفجر الوضع أكثر، وصراحة هناك حالة تعاطف خلقتها الأحكام الناتجة عن التهم ما بين الشعب المصري والإخوان، الكل كان يتوقع لم الشمل والمصالحة الوطنية من قبل نظام السيسي، لكن ذلك لم يتحقق، وكل من لا يتعامل معه يعتبر خائنا وعميلا.هل يمكن أن تشهد مصر حادثة مماثلة لاغتيال أنور السادات من قبل خالد الإسلامبولي مع قدرة الإخوان على التغلغل في مختلف الهيئات ومؤسسات الدولة؟ لا أتمنى أن يعاد ذلك، لا نريد مزيدا من الاغتيالات وما شابهها، صحيح الأمور صعبة جدا، وإذا ما أعدم مرسي فإن الأمور ستصل إلى حالة الجنون، والبلد لا يتحمل أكثر من هذا، لطالما طالبنا بعدالة انتقالية وليس انتقامية، ومن هو على رأس السلطة يجب أن يكون حكيما.ألا ترى أن هناك مفارقة أن ينظر مفتي الديار المصرية في أوراق مرسي الذي صدق على أوراق تعيينه؟ المفارقة الأكبر هي أن يوجه له عبد الفتاح السيسي كل هذه التهم، وهو من نصبه وزيرا للدفاع، للأسف الإخوان يدفعون ثمن انحيازهم واختيارهم العسكر بدل الشعب، ونحن لا نريد محاسبتهم بشكل أكبر.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات