"زيارة أولوف بالم للجزائر في 1962 كانت حاسمة"

+ -

 ذكرت سفيرة السويد بالجزائر كاران وول، أن رئيس الوزراء أولوف بالم الذي اغتيل في ظروف مجهولة سنة 1986، اكتشف شرعية قضايا العالم الثالث حينما زار الجزائر لأول مرة سنة 1962، وذكرت أن كل التزامه بقضايا التحرر في العالم الثالث جاء من خلال تلك اللحظة التي جعلته يلتقي بقادة الجزائر المستقلة.تناول الفيلم الوثائقي “بالم” الذي عرض أول أمس بقاعة سينما “ابن خلدون” في الجزائر العاصمة، ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الأوروبي، مسيرة رئيس الوزراء السويدي الذي اغتيل يوم 28 فيفري 1986، انطلاقا من حوارات مسجلة أجرتها معه قنوات تلفزيونية بريطانية وفرنسية، عاد من خلالها لأصوله الأرستقراطية، الأمر الذي يعد بمثابة اكتشاف بالنسبة لكثير من الذين يعرفون الرجل كمناضل يساري صديق الثورات الشعبية التي انتشرت بالعالم الثالث ومناهضا للاستعمار، لهذا أرادت مخرجتا الفيلم مود نيكاندار كريستينا ليندستروم الانطلاق من مرحلة الطفولة، وتقديم التأثيرات الثقافية التي جعلت أولوف بالم ينتقل خلال نضاله السياسي إلى جهة اليسار، خلال الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين الشرقي والغربي.ويبرز الفيلم الوثائقي الذي أنتج سنة 2012 بمناسبة مرور 25 سنة عن اغتيال بالم، كيفية انتقال المجتمع السويدي، بفضل جهود تيار الديمقراطية الاجتماعية، إلى مجتمع عصري يقوم على العدالة الاجتماعية، وهو الانتقال الذي تحقق بفضل مجهود أولوف بالم الذي كانت له الشجاعة الكافية لتطبيق فكرة العدالة الاجتماعية والتوفيق بينها وبين اقتصاد السوق وحرية المبادرة. من هنا يظهر الفيلم للمشاهد كوثيقة عن مسار رجل عرف كيف يغير مجرى التاريخ.وبالإضافة إلى البصمة التي تركها أولوف بالم داخليا إثر ترؤسه للحكومة السويدية باسم حزب العمل الاجتماعي الديمقراطي بين 1969 و1976، لينتخب مجددا سنة 1982 ويظل في منصبه حتى اغتياله سنة 1986، اشتهر دولياً بمواقفه الجريئة وصراحته الشديدة فيما يخص كثيرا من القضايا الدولية، مثل قضايا السلام والديمقراطية والتفاهم الدولي والأمن المشترك. لذا يظهر الفيلم حوارات مع شخصيات من المعسكر الاشتراكي أمثال الزعيم الكوبي فيدال كاسترو، والرئيس السوفيتي ميخاييل غورباشوف، اللذين اعتبرا اغتيال بالم بمثابة فاجعة “ديبلوماسية السلام العالمي” في العمق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات