+ -

لحظات مميزة صنعها أبطال فيلم “ملكي”، للمخرجة والممثلة ذات الأصول الجزائرية مايون لوبيسكو، على البساط الأحمر، وذلك عقب عرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي، تصفيق حار رافقته أغنية فرقة “أوركسترا دي برباس” المغاربية والشاب ريان “قولو لماما” صنعت الفرجة، وأكدت أن الفيلم وإن كان من إنتاج فرنسي كما تصنفه المسابقة، إلا أن الروح الجزائرية القادمة من بلاد القبائل عانقت القصة والإنتاج. تواصل العاطفة وقصص الحب الحالمة بسط سيطرتها على برنامج أفلام الدورة 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، مع أول فيلم فرنسي يعرض في المنافسة الرسمية على السعفة الذهبية، برفقة الممثلين الفرنسيين إيمانويل بركو، وفانسون كاسال ولويس غاريل، وحملت رحلة فيلم “ملكي” لمدة 128 دقيقة، فلسفة العشق وأبجديات الغرام، وفق رؤية المخرجة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية الفيتنامية مايوان لوبيسكو، وسيناريو اتيان كومار.تدور أحداث الفيلم حول علاقة عاطفية مع محامية شابة تدعى توني (جسدت دورها الممثلة إيمانويل بركو)، تلتقي صدفة رجلا ثريا يدعى “جورجيو” (يجسد دوره الممثل الفرنسي فانسون كاسال) تستقر عند الزواج ورغبة الإنجاب، إلا أن اختلاف كل واحد منهما عن الآخر يضعهم في محطات من الخلافات والمشاكل التي لا تتوقف، ولكنها تمضي سريعا إلى الزوال والتلاشي أمام قوة العلاقة العاطفية، إنه الحب “الأفلاطوني” الذي تحلم به أي فتاة: متعة وشغب، إثارة وكوميديا.وتضم مسيرة السينما العالمية العديد من أفلام قصص الغرام، أشهرها “لوف ستوري”، وفيلم “مولان روج” مع الممثلة نيكول كيدمان، وفيلم “بودي غارد” الذي مثلت فيه الراحلة والمغنية الشهيرة ويتني هوستن، إلا أن ما تقدمه المخرجة الشابة (39 سنة) مايون لوبيسكو مع فيلم “ملكي” تجربة تخرج عن الخط العاطفي التقليدي، فهي تحمل روح الدعابة في كثير من المشاهد، وتقترب من ملامسة الواقع بعيدا عن العالم الوردي الذي يزين أفلام الزمن الجميل.ما يميز الفيلم هو أداء الممثلة الفرنسية إيمانويل بركو التي برعت في نقل الفيلم إلى طبقة عالية من الإبداع، تجعلها الأقرب إلى نيل جائزة أحسن أداء نسائي هذا العام، بالنظر إلى تميزها في الانتقال من ملامح إلى أخرى بحرفية كبيرة، حيث ارتكز الفيلم أساسا على أدائها الذي تكامل مع خفة روح الممثل والمخرج الفرنسي فانسون كاسال.وبدا حنين المخرجة إلى الوطن الأم الجزائر واضحا من خلال تسليط الفيلم الضوء على قصص اندماج العرب في المجتمع الفرنسي، ولم يهمل الفيلم العاطفي السياسة في بعض نقاط الحوار الذي تخلل القصة بين الحين والآخر، بمشاركة ممثلين من أصول جزائرية منهم الممثل جمال مناد، حيث دار حوار العرب والفرنسيين كالعادة في الأفلام الفرنسية. وحاول فيلم “ملكي”، عبر مشاهد استثنائية، نقل تلاحم المجتمع الفرنسي اللائكي وتعدد الأجناس، وقد زادها رونقا مرور الفيلم إلى عرض أغنية مغربية يبدو أن المخرجة قررت تقديمها هدية لأمها كاترين بلخوجة وعبد القادر بلخوجة اللذين أهدتهما المخرجة العمل في مقدمة الجنيريك.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات