+ -

كنا منذ سنة، نتخوف من أن الرئيس بوتفليقة سيصل به الحال إلى تسيير الدولة الجزائرية على طريقة بورقيبة في آخر أيامه... لكننا لم نكن نتصور أن بلدنا سيصل به الحال إلى تسييره على طريقة بوكاسا الذي حوّل إفريقيا الوسطى من جمهورية إلى إمبراطورية!فالتغيير الوزاري الأخير فضح كما يجب الحالة العبثية التي أصبحت تُدار بها مؤسسات الدولة.أولا: ماذا يعني تعيين وزيرين للخارجية: واحد وزير للخارجية، والآخر وزير لشؤون المغرب العربي وإفريقيا والتعاون الدولي! فإذا نزعنا لوزير الخارجية شؤون المغرب العربي وإفريقيا والتعاون الدولي وأعطيناها لوزير آخر، فماذا يبقى لوزير الخارجية التقليدي؟!أليس هذا العبث بوزارة سيادية يشبه العبث الذي تم بوزارة حيوية مثل وزارة الشباب والرياضة التي قُسمت إلى وزارتين قبل عام، ثم أعادوا إدماجهما ثانية دون تبرير للعبث الأول الذي حدث قبل عام، أو العبث الحالي الذي جاء بضم الوزارتين في وزارة واحدة!ثانيا: ماذا يعني جمع التهيئة العمرانية مع السياحة؟ والحال أن هذا القطاع له علاقة بالبناء والتعمير والسكن أو الأشغال العمومية وليس السياحة؟!والحال نفسه بالنسبة للاتصال وتكنولوجيا الاتصال التي تفرّق دمها بين وزارة البريد ووزارة الإعلام في صيغة كاريكاتورية !الحكومة التي أصبحت عاجزة حتى عن إيجاد عناوين مناسبة لمهام الوزارات، لا يمكن أن نعوّل عليها في إنجاز المهام الكبرى التي تنتظر البلاد!ثالثا: بوتفليقة أبدع في العبث بالمؤسسات الدستورية من البرلمان إلى الحكومة... فحتى ترقية المرأة الجزائرية التي جاء بها الرئيس كقيمة دستورية في تعديل الدستور الأخير، انتهت إلى ما يشبه المضحكة.. فالسياسة “الكوطاوية” التي اعتمدتها السلطة في الترقية السياسية للنساء، جاءت بأردأ ما يتصوره العقل من رداءة... وتحوّلت الهوشات بين “نساء الرئيس” اللائي اختارهن لممارسة السياسة باسم المرأة... تحوّلت “الهوشات” إلى ما يشبه عراك نساء في الحمّام!ما يجري الآن في برلمان النساء، وما يجري مثله في حكومة النساء، يجعل النساء أنفسهن يلعن اليوم الذي اتخذ فيه قرار ترقية المرأة بالكوطة وبمراسيم رئاسية؟!واضح أنه ليس النساء اللائي لا يصلحن للاستوزار، بل الطريقة التي اعتمدتها السلطة في اختيار النساء الوزيرات هي التي لا تصلح...؟! هل من الصدفة أن ولاية تلمسان هي وحدها التي تنتج الوزيرات أكثر من المناطق الأخرى؟لا تلوموني إذا لاحظتم أن عقلي “تبَوْكس” وكتبت هذا العمود أنا أيضا بطريقة بوكاسا؟!ليتهم انتبهوا إلى وجود قطاع لم يحظ بوزارة ويستحق ذلك، وهو قطاع كتابة رسائل الرئيس للشعب الجزائري! فهذا النشاط الرئاسي أصبح كثيفا في المدة الأخيرة ويستحق إنشاء وزارة له، تسمى وزارة رسائل الرئيس؟!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات