38serv
اعتبر قبايلي هواري، أستاذ التاريخ بجامعة معسكر، في تصريح لـ”الخبر”، أن جرائم الاغتصاب ضد الجزائريات خلال الثورة من طرف الجيش الفرنسي، كانت وليدة كبت ونزعة سادية زرعتها لوحات “دولاكروا” وإيتيان ديني حول النساء في الجزائر، ولقد تحولن بفضل تضحياتهن لأيقونات عالمية انتزعن اعتراف العالم كالفنان بيكاسو الذي جسدهن في أعماله كلوحة “نساء الجزائر” التي بيعت مؤخرا بأكثر من 197 مليون. أكد قبايلي هواري، من خلال اشتغاله على موضوع “جرائم الاغتصاب وهتك الأعراض إبان الحرب التحريرية”، أن الجيش الفرنسي وظّف الاغتصاب كإستراتيجية حرب أو كعملية إخصاء رمزي خاصة في المجتمعات الذكورية التي تقدس الشرف. واعترف بصعوبة الاشتغال على الموضوع بسبب غياب الأرقام عن حالات اغتصاب الجزائريات، بتواطؤ غير مباشر من الجلاد الذي يخاف من كشف الحقيقة، والضحية بدافع التستر عن الفضيحة والمسؤول عن الجيش. وأوضح المتحدث بأن ندرة القضايا المعروضة على المحاكم العسكرية، حسب أعمال رفاييل برونش، تؤكد أن القضية طابو ومسكوت عنها. ووصف الاغتصاب بأنه “محاولة من الفرنسيين لغرس أسطورة الجزائر فرنسية في أرحام حرائر الجزائر”. كما فسر هذا العمل السادي بأنه تعبير عن “كبت مرضي لصورة خيالية استشراقية عن النساء في أعمال رسامين كدولاكروا وإيتيان ديني قبل إسلامه، وأعمال حول قصص خرافية عن النساء النايليات، كل هذا الخزان من الكبت تجلى في أفعال سادية وحيوانية ضد المرأة أثناء الثورة”.كما ركز علماء الاجتماع والأنتروبولوجيا الفرنسيون على أهم عنصر في الأسرة، عملا بمقولة “إذا كسبنا المرأة في صفنا فكل شيء بعد ذلك يتبع”.واستدل الباحث بشهادة ضابط فرنسي يروي فيها تخصص فرقته في “النهب واغتصاب النساء خلال العدوان الثلاثي على مصر في 1956”. وروى بأن “النساء في الريف كن يتعمدن طلي أجسادهن بالفضلات والغبار لتنفير الجنود الفرنسيين الذين كانوا يقومون بممارسات سادية وحيوانية شاذة”. وتناول كذلك الآثار النفسية على الأطفال وهم يسمعون صراخ الأمهات بعد اغتصابهن، كما كشف عنه هنري بويون في كتابه حول “فيلا سيزيني”، وامتلاء الزنزانات بالبنات للترويح عن الجنود الفرنسيين. لكن القصة الأكثر بشاعة هي للسيدة خيرة قرن التي تعرضت للاغتصاب الجماعي في ثنية الحد وحملت بعد هذا الاغتصاب بابنها محمد الذي رفع قضية أمام المحاكم الفرنسية وما لبث يردد أنه “فرنسي بالجريمة”، بعد أن ولد في 19 أفريل 1960 بعد اغتصاب جماعي تعرضت له الضحية وهي في السادسة عشرة من عمرها، وبعد ولادته أبعد عن أمه ثماني عشرة سنة، بحث عنها فوجدها أصيبت بجنون وتسكن في مقبرة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات