قال عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، ومنسق حركة التقويم والتأصيل سابقا، عبد الكريم عبادة، إن “قيادة الأفالان لم ترد على الرسالة التي بعثنا بها منذ قرابة شهر ونصف من الآن”، موضحا أنه ومجموعته “تقود اتصالات حثيثة مع نواب في غرفتي البرلمان والقواعد من أجل الضغط على القيادة للتحضير للمؤتمر القادم بالطريقة التي تضع حدا للأزمة”.قدم عبد الكريم عبادة مؤتمر “الأفالان” المقبل على أنه محطة مفصلية، سواء لإخراج الحزب من الأزمة التي يمر بها، أو تعميقها أكثر باتجاه الهاوية. غير أن عبادة لا يرى أن التحضير للمؤتمر جار بالطريقة المرغوب فيها من قبل مناضلي الأفالان. وقال في تصريح لـ«الخبر”، أمس، “رسميا ليس هناك تحضيرات جارية لعقد مؤتمر تنطبق عليه صفة النجاح، فلا برنامج تحمله لجنة التحضير التي نصبت في شهر جوان الماضي، ولا لجان ولائية تعمل في هذا الاتجاه، بل هناك تحضيرات تتم بطريقة غير شرعية وغير مرئية، ومن ذلك قضية المحافظات التي جرى تنصيبها من أجل إخاطة مؤتمر بطرق ملتوية كما ألفناه، ونحن نشعر بأن هناك جوا تحضيريا غير قانوني وهذا لا يخدم الحزب”.وأفاد عبادة: “هناك تحركات من طرفنا مع أعضاء اللجنة المركزية لبحث التدابير الممكن اتخاذها من أجل الضغط على قيادة الحزب، وكذلك مع القواعد من أجل التحضير المادي والأدبي لمؤتمر مسؤول يختلف عن المؤتمرات السابقة”. وتابع: “لو نوفق هذه المرة في التحضير الجيد للمؤتمر، سوف يكون هناك مخرج للأزمة التي تخندق فيها الحزب منذ سنوات”.وفي رده على ما إذا كان أعضاء اللجنة المركزية متفقين مع هذا الطرح، أفاد منسق الحركة التقويمية سابقا بأن “أغلبية أعضاء اللجنة المركزية متفقون معنا في الطرح، بقي أن هناك من ينتظر وهو متردد ومن يمسك العصا من الوسط، وهناك قلة مستفيدة من الوضع وتسبّح بحمد سعداني، لكن الأغلبية منسجمة وقد زكى أغلبهم مضمون الرسالة التي بعثنا بها يوم 16 نوفمبر للقيادة وإلى نواب البرلمان”، وتضمنت الرسالة التي لم يرد عليها الأمين العام للحزب، عمار سعداني، حسب عبادة، تشخيصا للوضعية داخل الأفالان، كما ذكرت الرسالة بوعود الأمين العام بتسوية الأمور الحزبية وإرجاع الحزب إلى سكته الأصلية وتطهيره من الدخلاء والانتهازيين، منذ ستة أشهر، لكن خصوم سعداني لم يلمسوا تغييرا في وضعيته. وقال عبادة: “نحن مستعدون لاستكمال النضال لتبرئة الذمة، وسوف نقاطع المؤتمر إن حمل مفهوما غير حقيقي، ونلح على حضور المناضلين الحقيقيين، ونحن ننسق مع القواعد كي تلتزم القيادة بالتحضير الحقيقي والجيد، كما تدرس آليات سلمية ونظامية للضغط على القيادة بغرض انتخاب مندوبين حقيقيين لا يستند اختيارهم لمنطق العشيرة والشكارة، وتتوفر فيهم شروط الرغبة في إخراج الحزب من الأزمة، وليس الاقتتال والبحث عن التموقع”.وانتقد عبادة الكثير من المواقف السياسية التي عبرت عنها القيادة باسم حزب جبهة التحرير الوطني، تحت أمانة عمار سعداني، وقال: “المواقف المعبر عنها من قبل القيادة جلها ليس مبنيا على استشارة اللجنة المركزية المخول لها تحديد الأهداف وإيجاد إجابات لكل القضايا المطروحة على الساحة السياسية، أما ما يعبر عنه فهو مجرد كلام أفراد مسؤولين، ونحن لا نتفق حول الطرح بشأن أغلب القضايا”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات