أبلغ مبعوثون من رئاسة الجمهورية، أعيانا ووجهاء من جنوب غرب ليبيا وأعيانا من ولاية إليزي، قبل أسبوعين، أن فتح الحدود مع ليبيا مرهون بتحسن الوضع الأمني بالجارة الشرقية ككل وليس في جنوبها الغربي فقط. وقال مصدر عليم إن جولة جديدة من المباحثات بين مسؤولين كبار في الدولة وممثلين عن جنوب غرب ليبيا تتم، اليوم، في إقامة رئاسية.وصل، ظهر أمس الإثنين، إلى العاصمة الجزائر ممثلون عن 24 قبيلة من جنوب غرب ليبيا، للتباحث مع كبار المسؤولين في الدولة حول مواضيع الأمن في المنطقة الجنوبية الغربية لليبيا وفتح الحدود ووقف النزاع بين قبائل التوارڤ التبو في جنوب غرب ليبيا. واستقبل موظفون كبار في الدولة وضباط من الجيش الوطني الشعبي، في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد، مجموعة من أعيان ووجهاء جنوب غرب ليبيا. ونقل الوفد الليبي بمرافقة أمنية إلى إقامة خاصة في مدينة جانت، ثم تنقل في رحلة جوية خاصة، ظهر أمس الإثنين، إلى العاصمة. وتتمسك السلطات الأمنية في الجنوب الشرقي بقرار غلق الحدود البرية مع ليبيا، بل وتشديد إجراءات المراقبة عبر الحدود، رغم مطالبة سكان جنوب غرب ليبيا بفتح الحدود، وتشير المعلومات المتاحة إلى أن السلطات قد تتوصل إلى اتفاق مع سكان جنوب غرب ليبيا لتحسين وضع المعابر الحدودية مقابل مساهمة سكان الجنوب الغربي للجارة الشرقية في توفير الأمن.وكشف مصدر عليم أن وجهاء قبائل جنوب غرب ليبيا سيلتقون، أثناء تواجدهم في العاصمة، مسؤولين كبارا في الدولة، منهم الوزير الأول، عبد المالك سلال، وعددا من مستشاري الرئيس ومسؤولين في الجيش والأمن. ويبحث الوفد غير الرسمي الليبي مع السلطات الجزائرية في إقامة رئاسية بالعاصمة، مواضيع الأمن والإغاثة الإنسانية وفتح الحدود والعلاقة المضطربة بين التوارڤ والتبو. وأشار مصدرنا إلى أن النزاع بين التبو والتوارڤ في منطقة أوباري تراجع بفضل وساطة جزائرية تمت في الأسابيع الأخيرة، حيث التقى مستشارون في الرئاسة، قبل أسبوعين تقريبا، رفقة ضباط في الأمن والجيش، أعيانا قبليين من غات وأوباري، وتوصل الطرفان لاتفاق هدنة.وقالت مصادر قبلية من منطقة غات بجنوب غرب ليبيا، إن اتصالات يومية تجري بين السلطات الأمنية والمدنية في منطقة إليزي وأعيان ووجهاء من جنوب غرب ليبيا منذ أكثر من شهرين، موضوعها الرئيسي هو مساعدة سكان جنوب غرب ليبيا في ضبط الأمن وتوفير مساعدات إنسانية. وأضافت مصادرنا أن أهم مطلب يطرحه أعيان ووجهاء جنوب غربي ليبيا هو فتح الحدود بشكل دائم أمام السكان في جانبي الحدود، وهو نفس الطلب الذي رفعه ناشطون من ولاية إليزي الحدودية. كما تطرح السلطات الجزائرية موضوع التصدي للجماعات الإرهابية في مناطق أوباري، عرق مرزوق والحمادة الحمرا جنوب غربي ليبيا، بعد تداول تقارير أمنية تشير إلى نشاط متزايد للجماعات الإرهابية الفارة من شمال مالي إلى جنوب غرب ليبيا، وترتبط لقاءات المسؤولين الجزائريين مع وجهاء جنوب غرب ليبيا بالوساطة الجزائرية لحل الأزمة السياسية في ليبيا، التي تفاقمت وتحولت إلى اقتتال داخلي امتد إلى الجنوب الغربي، ونجم عنه انقطاع في وصول الأغذية والمواد التموينية إلى جنوب غرب ليبيا. وكان ناشطون من مدينة جانت قد طالبوا بفتح الحدود لمرور المواد الإغاثية في مناطق غات وغدامس.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات