أرجعت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون “انتفاضة” سكان عين صالح إلى شعورهم بالاضطهاد و “الحڤرة”. وعكس مواقف سابقة لها عن الأزمة رجحت فيها احتمال وجود “مؤامرة داخلية وخارجية” ودور لشركات غربية في تأجيج الاحتجاجات، قالت في خطاب لها في افتتاح دورة للجنة المركزية أمس بالعاصمة، إن الاحتجاجات التي تشهدها المدينة منذ أسابيع تترجم وجود مشكل شبه طبقي في المنطقة.وأوضحت “المشكلة (أي الغاز الصخري) مازالت مطروحة، لكنها ليست جوهر الأزمة، بل إن فئة من مكونات المجتمع تشعر بالاضطهاد وتحاول أن تثبت نفسها”، وأضافت “هذه المجموعة لا تتحدى الدولة أو تعمل على إخضاعها”. وبرأيها فإن المشكلة في الأصل “سوسيولوجية، ولا تتوقف عند شعور بوجود خطر بيئي، لأن عين صالح تعاني من مشاكل بيئية أعمق”. وتابعت حنون أن حزبها، وعبر وسائطه في المنطقة، عاين الوضع، ولفت إلى وجود مشكل خطير بالمنطقة، “فالمواطن بالمنطقة تتأجج في دواخله مشاعر الحڤرة وأصبح يشعر أنه معترف به بعد الاحتجاجات”. ونصحت السلطات التي وجهت تعزيزات أمنية إلى المنطقة، بفتح قنوات حوار مع السكان، وتجنب التشكيك في وطنية المحتجين، وقالت “هذا الانسداد يمكن أن يتطور، ويذهب الموطنون إلى إضراب عن الطعام كشكل من أشكال الاحتجاج”. وجددت حنون تمسكها الداعم لاستغلال الغاز الصخري، بتقديم ضمانات بيئية وخصوصا المياه الجوفية، ومنح الأولية لسكان الجنوب في مجال التغطية بالمواد الطاقوية. وحذرت بالمقابل من المساس بالمادة 17 من الدستور الحالي التي تنص أن الملكية العامة هي ملك المجموعة الوطنية. ورأت أن إعادة النظر فيها يعتبر “خيانة عظمى للشعب وللثورة التحريرية”، قائلة “الحزب مستعد للنزول إلى الشارع للتظاهر، وإعلان رفضه المساس بأحكام هذا المادة، لأن لها نفس قيمة المادة الأولى من الدستور”.ونفت حنون معاداة منتدى رؤساء المؤسسات أو غيره من منظمات أرباب العمل أو كل شخص لديه مؤسسة خاصة، غير أنها أبقت على موقفها من رئيس المنتدى علي حداد، وحذرت من تزايد نفوذ ما أسمته “الأوليغارشية” بشكل يهدد أسس الدولة، ويهدد بتكرار التجربة المصرية في الجزائر، حيث هيمن رجال الأعمال على القرار. ونددت بالنفوذ الذي يحوزه حداد في بعض وسائل الإعلام، وتدخله في الخط التحريري لبعض الصحف، كما اشتكت من تعرضها لحملة عنيفة من قبل محطة تلفزيونية يملكها رئيس منتدى رؤساء الأعمال، غير أنها تعهدت بمواصلة النضال وقالت “لن نخاف ولن نسكت”.وهاجمت حنون بقوة أيضا وزير الاتصال حميد ڤرين الذين اقترح أياما إعلامية حول الاستثمار بمناسبة اليوم الوطني لتأميم المحروقات، ولفتت إلى إفراغ الأيام الوطنية من محتواها. ونددت حنون بشدة بالتدخل العسكري المصري في ليبيا، منددة باغتيال الرعايا المصريين على يد تنظيم “داعش”. وحيّت الموقف التونسي التي رأت أنه يعزز الموقف الجزائري الرافض لهذا التدخل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات