أطباء وممرضون يصنعون طاولة جراحة العمود الفقري الخاصة بالأطفال

 أنجز جراحو وتقنيو الصيانة للمؤسسة الاستشفائية الدكتور بن زرجب بعين تموشنت، طاولة جراحية باسترجاع النفايات الحديدية، بعد أن تيقنوا أنه الحل الوحيد الذي يمكنهم من علاج المرضى خاصة الأطفال، وهي الطاولة الجراحية الخاصة بتقويم اعوجاج العمود الفقري عند الطفل، والتي أجروا عليها أكثر من 30 عملية جراحية منذ إنجازها، ما مكنهم من علاج مرضى الولاية في هذا المستشفى العمومي، ورفع عنهم عناء التنقل إلى مستشفيات الولايات الأخرى أو التوجه إلى العيادات الخاصة.وجاءت هذه المبادرة بعد أن أيقن ممرضو وجراحو المؤسسة الاستشفائية الدكتور بن زرجب في عاصمة الولاية عين تموشنت، أن افتقاد بعض الأجهزة الضرورية المتعلقة بإجراء العمليات الجراحية لا تقلل من عزيمتهم في إيجاد الحلول والابتكار، خاصة عندما تكون هذه الأجهزة مفقودة في السوق المحلية ووجودها مرتبط بحياة الإنسان خاصة الطفل.  وقال الدكتور جراح بن معمر لـ”لخبر” إنه “كان من اللازم توفير مثل هذه الطاولة لإجراء عمليات جراحية تتعلق باعوجاج العمود الفقري عند الطفل في طريق النمو، رغم أننا رفقة زميلي فريز بن منصور حاولنا من خلال إجراء بعض الفترات التكوينية بالخارج في فرنسا وبلجيكا العثور على مثل هذه الطاولات التي لا تتوفر في بلادنا. علما أن قيمتها بالخارج تقدّر بـ 120 ألف أورو، ما يعادل 20 مليون دج”، مضيفا “فعند العودة إلى أرض الوطن جاءت الفكرة بالتنسيق مع بعض التقنيين العاملين بالمؤسسة مع موافقة إدارة هذه الأخيرة التي منحت لنا الضوء الأخضر لمحاولة صنع هذه الطاولة كون وجودها أصبح أكثر من ضروري داخل قسم الجراحة، فتم الانطلاق في البحث عن الوسائل التي تدخل في صناعة هذه الطاولة، فجمعنا بعض الفضلات من الأعمدة الحديدية التي كانت متواجدة داخل الورشات إلى جانب وسائل أخرى، فانطلقنا في هذا الإنجاز الذي عاد بالفائدة على المؤسسة اقتصاديا وعلى المواطنين صحيا، حيث أجرينا عليها أكثر من ثلاثين عملية جراحية للأطفال خاصة باعوجاج العمود الفقري عند الطفل في طريق النمو، علما أن عملية واحدة قيمتها محليا ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف أورو، وتقدّر تكاليفها في الخارج بين 70 ألف إلى 90 ألف دج”. هذا الابتكار وقف عليه عبد المالك بوضياف وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عند زيارته للمؤسسة مؤخرا.