روبير مينارد يمجّد غلاة الجزائر الفرنسية

+ -

 رفض روبير مينارد، رئيس بلدية “بيزيي”، جنوب غرب فرنسا، العدول عن قراره القاضي بحذف اسم “19 مارس 1962”، من على أحد شوارع المدينة، واستبداله باسم “الرائد إيلي دونوا دو سان مارك”، وهو أحد غلاة الجزائر الفرنسية، الذين شاركوا في انقلاب الجنرالات الشهير بالجزائر العاصمة سنة 1961، ضد الجنرال ديغول، للوقوف إلى جانب “الجزائر الفرنسية” ومساندة منظمة الجيش السري “أو. آ. آس”.بعد مرور أكثر من عشرين يوما على قراره القاضي بتخليد ذكرى أحد المناصرين للجزائر الفرنسية، مازال روبير مينارد يصرّ على تغيير مجرى التاريخ وفق ما جاء في عدد من وسائل الإعلام الفرنسية. ولقي القرار ترحيبا كبيرا من قبل مناصري منظمة الجيش السري “أو. آ. آس” التي ناهضت استقلال الجزائر، واعتبرت أن “حرب الجزائر” لم تنته يوم 19 مارس 1962، بدليل أن “الجيش الفرنسي أطلق النار في باب الواد على مجموعة كبيرة من الفرنسيين “الأقدام السوداء” المناصرين لها. وتحدث هؤلاء عن ما أسموه مراجعة تاريخية إيجابية “تعيد الاعتبار للحدث التاريخي”، على حد تعبير أحدهم، في تصريح ليومية “ليبيراسيون”.ولقي قرار مينارد، في المقابل، معارضة شديدة من قبل الفيدرالية الوطنية لقدماء محاربي شمال إفريقيا، المقربة من الأوساط الاشتراكية، باعتبار أن تاريخ 19 مارس 1962، يشكّل فعلا نهاية “حرب الجزائر”.وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أن محاولات مينارد الرامية إلى “تزييف التاريخ”، تتقاطع مع تصورات قدماء منظمة “لجيش السري” (أو. آ. آس) التي تسعى للقضاء على كل ما يحيل لحرب الجزائر في فرنسا، وإبراز ما تعتبره “إيجابيات التواجد الفرنسي في الجزائر”، وهي التسمية التي أصبحت تحل محل “الكولونيالية” لدى هذه الأوساط.وكان روبير مينارد قد شارك، منذ سنتين، في تأليف كتاب جماعي بعنوان “تحيا الجزائر الفرنسية”، تناول ما أسماه الناشر “مورديكوس” الجوانب الإيجابية للاستعمار الفرنسي في الجزائر.  للعلم، شارك الرائد “إيلي دونوا دو سان مارك” في انقلاب الجنرالات ضد ديغول سنة 1961، وحكم عليه بالسجن وأطلق سراحه سنة 1966. وفي العام 2011، قلده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وسام الاستحقاق، وتوفي سنة 2013.يذكر أن روبير مينارد صحفي سابق شغل منصب رئيس منظمة “مراسلون بلا حدود”، تحول إلى أحد مؤيدي اليمين الفرنسي المتشدد، وقد منحته الجبهة الوطنية وأحزاب يمينية أخرى ما يكفي من الدعم كي يصبح رئيس بلدية “بيزييه”.        

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات