يرى الدكتور في علم النفس بجامعة أم البواقي، أحمد زين الدين بوعامر، بأن المغتربين وبعد عودتهم إلى الوطن، يحدث لديهم مشكلة انتماء، وذلك باعتبار أن شعورهم بالانتماء يبدأ من التنشئة الاجتماعية التي تربوا عليها في الغرب. وهو ما يجعلهم ﻻ يستطيعون التأقلم والتكيف عند عودتهم إلى الجزائر في عطلة أو بصفة نهائية. ويتابع بوعامر موضحا: “لهذا السبب نجد هؤلاء ساخطين وغاضبين ورافضين لواقع لم يعتادوا عليه، مثل إشكالية التوقيت والانضباط والنظافة والدقة يعني كل القيم الاجتماعية التي من شأنها أن توفّر نوعا من الراحة والسكينة في حياتهم اليومية”. وهذه الحالة، حسبه، تجعلهم يشعرون بعدم الانتماء لهذا المجتمع بعبارة “الأمور عندنا ليست هكذا”. وهو الأمر الذي يدخل، حسبه، المغترب في صراع بين ما يسمى مفهوم السوي واللاسوي، أي أن ما يراه الناس سوي يراه هو لاسوي والعكس. ويؤكد محدثنا أن “هذا الصراع يدخل الفرد في حالة من الغربة والانطواء والشعور بضرورة العودة للغرب لأنه يطبّق قيمهم، بينما لا نشعر نحن بالتناقض في بيئتنا لأننا متعودين عليها”، مؤكدا على أن هذه الحقائق تجعل المغتربين يفقدون تدريجيا ضوابط تسيير المجتمع ويصبحون يرفضون الاعتراف بنظامه وأنهم مهمّشون اجتماعيا، موضحا: “كل هذا يطور الإحساس بعدم الانتماء ويؤدي حتما إلى نوع من الجنون، وتعتبر هذه أعلى وأخطر مرحلة تتطلب وجود تكفل جاد ومتواصل”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات