+ -

وجدت السلطة نفسها هذه الأيام بين فكي كماشة، فمن جهة سقوط ورقة ”الفوضى” التي كانت تستعملها لكبح مطالب التغيير، بعد نجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس، ومن جهة أخرى افتقادها لعصب المال الذي كانت تستعمل ”ريعه” لإخماد احتجاجات الشارع، بعدما فقد برميل النفط نصف مداخيله في ظرف قياسي. وتعكس ردود الفعل سواء تلك التي أعقبت المجلس الوزاري المصغر الذي استدعاه الرئيس أو تلك الصادرة عن أحزاب الموالاة، أن هناك ”طوارئ” داخل منظومة الحكم حيال كيفية مواجهة هذه المستجدات التي لم تكن في البال على الأقل في المدى القريب. وعندما تسارع أحزاب الموالاة إلى استعطاف المعارضة ودعوتها لعدم التصعيد في خطابها بعد سنوات من تجاهلها، فإن ذلك أكثر من مؤشر على أن السلطة تعيش حالة من القلق غير مسبوقة بسبب غياب البدائل لديها، بعدما عاشت على ريع البترول ولم تقم بالإصلاحات المطلوبة سياسيا واقتصاديا، وبقيت رهينة اهتزازات السوق البترولية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: