تحولت موجة الغضب والسخط التي أطلقتها كوريا الشمالية ضد فيلم ”المقابلة” للمخرج والسيناريست الكندي سيث روجن، وابن بلده ايفن غولدبارج وإنتاج شركة ”سوني بكتشرز”، إلى أقلام الصحافيين والإعلاميين بالولايات المتحدة الذين وجدوا في الفيلم بعد عرضه على الإنترنت إهانة للصحافة وعملها، ويتجاوز مرحلة الجدل السياسي التي اندلعت بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وذلك بسبب موضوع الفيلم الذي أنجز أساسا للسخرية من زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. وسط حذر كبير، قام عدد جد محدود من دور السينما في الولايات المتحدة بعرض الفيلم عشية احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد، وعقب العرض انتقد العديد من الصحفيين والإعلاميين الأميركيين بشدة الفيلم الكوميدي الذي كان أثار جدلاً بعد تناوله سلطات كوريا الشمالية، وقالوا إنه يشكل تهديدا لعمل الصحفيين، في حين لقي الفيلم مع بدء عرضه في دور العرض الأميركية إقبالا كبيرا، وذلك للدفاع عن حرية التعبير. وتساءلت صحيفة ”ليبراسيون”: هل الفيلم سيء إلى هذا الحد أم العكس؟ وذلك في إشارة إلى بعض مشاهد الشذوذ الجنسي التي تناولها الفيلم، بينما قالت صحيفة ”20 دقيقة” الفرنسية ”كل هذا من أجل هذا”، باعتبار أن الفيلم دون مستوى الجدل السياسي الذي عرفه، بينما قالت صحيفة ”لوموند” إن مشاهد الفيلم من طرف سكان الولايات المتحدة وتحديدا نيويورك، ”جاء للدفاع عن حرية التعبير التي تبقى قضية مصيرية”، وإن كان الفيلم حسب صحفي ”الواشنطن بوست” ساخرا، ولا يمكنه أن يرقى إلى مستوى الجدل الدولي. وبالنسبة لصحيفة ”داد لاين هوليود”، فإن الفيلم يمكن اعتباره من أسوأ الأفلام التي أنتجت في الولايات المتحدة من الناحية الفنية، فيما ذهب موقع ”سيماسك” الأمريكي إلى وصف الفيلم بـ ”الغبي”، حيث لم يفهم كاتب المقال كيف أثار الفيلم غضب زعيم كوريا الشمالية إلى هذا الحد. وهكذا شكلت الصحافة الفرنسية والأمريكية شبه إجماع على أن الفيلم ”عديم القيمة رغم أنهم ملزمون بالدفاع عليه من باب حماية حرية التعبير”، بسبب قصته التي تدور حول صحفيين اثنين يُكلفان باغتيال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. إلى ذلك، تحولت أقلام بعض الصحافيين في الولايات إلى مهاجمة الفيلم ليس دفاعا عن زعيم كوريا الشمالية أو تعاطفا معه، بل لما جاء في الفيلم من سخرية واستخفاف بمهنة الصحافة، كما يبدو أن أقلام الصحافيين في الولايات المتحدة حركتها غيرتهم على المهنة، لوصف الفيلم بأنه يهدد عمل الصحفي ويشوه صورتهم وحياتهم الخاصة. وقد أنتج الفيلم بميزانيته 44 مليون دولار، وهي ميزانية جد ضعيفة مقارنة بميزانية الأفلام الأمريكية، وقررت شركة ”سوني بيكتشرز” عرضه على الإنترنت عبير مواقع ”غوغل بلاي”، ”يوتيوب موفيز”، ”إكسبوكس فيديو” التابع لمايكروسوفت، وذلك خلال موقع خاص أنشئ للفيلم بسعر 5.99 دولار للمشاهدة و14.99 دولار للبيع، وكانت سوني بكتشرز قررت منع عرض الفيلم بعد أن تعرضت لأكبر هجوم إلكتروني عبر الإنترنت إلى الآن. كما تراجعت دور العرض الرئيسية عن عرض الفيلم، بعد أن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما وبعض نجوم هوليوود مثل جورج كلوني، فضلا عن جمهوريين وديمقراطيين، إنهم قلقون مما قد يكون سابقة للرقابة الذاتية من جانب هوليوود عندما قررت منع عرض الفيلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات