قصّة نوح عليه السّلام في القرآن

+ -

 تضمّنَت قصّة سيّدنا هود عليه السّلام العديد من العبر والعظات، منها: أنّ الغرور والبطر والتّباهي بالقوّة وشدّة البطش يؤدّي إلى أسوأ العواقب، وأوخم النّتائج؛ ذلك أنّ قوم هود كانوا يتفاخرون بقوّتهم، ويتباهون ببطشهم، ويتطاولون بشدّة بأسهم، {وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} فصّلت:15، ويقولون لرسولهم وهو ينصح لهم: {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوْعَظْتَ أمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الوَاعِظِينَ} الشّعراء:136، فكانت نتيجة تكبّرهم وغرورهم، أن أرسل الله عليهم ريحًا صرصرًا، عصفت بهم عصفًا، وجعلتهم عبرة لمَن يعتبر.ومداومة التّذكير بنعم الله على عباده، وبيان أنّ هذه النِّعم تزداد بشكر الله، وتنمو بطاعته، {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}.كما أنّه من المهم للدّعاة إلى الله أن يجمَعوا في أسلوب دعوتهم بين التّرغيب والتّرهيب، ولا يقتصروا على أحدهما؛ إذ في الاقتصار على أحدهما قد لا تحقّق الدّعوة الغرض المرجو منها، بل قد تأتي بعكس النّتائج المرجوة منها.ومن أعظم العبر المستفادة من هذه القصّة، أنّ الدّاعي إلى الله عندما يخلص في دعوته، ويعتمد على الله سبحانه في تبليغ رسالته، ويغار عليها كما يغار على عرضه أو أشدّ.. فإنّه في هذه الحالة سيقف في وجه الطُّغاة المناوئين للحقّ كالجبل الرّاسخ، الّذي لا تنال منه ريح عاصف، ولا سيل جارف، بل يقف شامخًا برأسه، لا يلوي على أحد يعترض سبيل دعوته؛ لأنّه يأوي إلى ركن شديد. وهكذا الدّعاة المخلصين يبلّغون رسالة ربّهم، ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلّا الله، ويغارون عليها، ويدافعون عنها بكلّ شجاعة وثبات، وبكلّ عزم وإصرار.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات