+ -

 عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ” روى مسلم وأحمد وأبو داوود وغيرهما واللفظ لمسلم.لا حرج في الإكثار من الدّعاء في السّجود والإطالة فيه لغير الإمام، بل يُستحبّ ذلك، وأمّا الإمام فإنّه مطالب شرعًا بالتّخفيف على المأمومين حتّى لا يَشثقّ عليهم، وقد روى مالك والشّيخان عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمْ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ”. وكتب السِّيَر والتّواريخ والتّراجم مليئة بسير العباد الصّالحين الّذين كانوا يُطيلون السّجود ويكثرون من الدّعاء.ولكثرة السّجود لله جلّت عظمته فوائد وآثار جمّة، منها أنّ الله عزّ وجلّ مدح السّاجدين في أكثر من موضع، ولا سيّما ممّن جمع مع السّجود الجهاد في سبيل الله وتحلّى بمكارم الأخلاق، وكذلك اتّخاذ إبراهيم عليه السّلام خليلاً لكثرة سجوده، واصطفاء موسى عليه السّلام كليمًا لكثرة سجوده أيضًا، ومباهاة الله سبحانه وتعالى الملائكة بالعبد السّاجد، وأنّ كثرة السّجود تحتّ الذّنوب، وأنّه طريق إلى الجنّة، وطريق للحَشر مع النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، ويحقّق الشّفاعة في الآخرة، وغيرها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات