رغم الإخفاق المسجل من قبل ”بريتيش تيليكوم” منذ سنوات للدخول إلى السوق الجزائري، وإقامة شراكة إستراتيجية مع اتصالات الجزائر، فإن شركات بريطانية متخصصة عادت لتبدي هذه السنة اهتماما بسوق الاتصالات في الجزائر، مع ارتقاب إقامة مشاريع مباشرة، ومن بين الشركات المهتمة بالسوق الجزائري ”فودافون” أحد أهم المتعاملين في سوق النقال في أوروبا.وأوفدت ”فودافون” ممثلين عنها إلى الجزائر للاطلاع على إمكانية العمل في سوق الاتصالات الجزائري، مع ارتقاب توسيع دائرة النشاط على خلفية مشروع فتح رأسمال متعامل الهاتف النقال ”موبيليس” الذي عرف تعثرا مع فرع ”فرانس تيليكوم” ”أورانج”، حيث كان منتظرا التوقيع في 2013 على اتفاق شراكة يتيح دخول المجموعة الفرنسية ”أورانج” في رأسمال متعامل الهاتف النقال ”موبيليس” فرع المتعامل التاريخي اتصالات الجزائر بنسبة أقلية لم يتم تحديدها، إضافة إلى اعتماد شراكة استراتيجية تسمح بمصاحبة ”موبيليس” لإطلاق الجيل الثالث ثم الرابع، والذي كان ينتظر أن يكون امتدادا لسنوات التعاون القائمة بين ”أورانج” واتصالات الجزائر من خلال فرعها ”سوفريكوم”. وكان التعاون يساهم في التمهيد للانتقال إلى مرحلة جديدة مع إطلاق الجيل الثالث للنقال لإقامة علاقة طويلة الأجل، تعكس رغبة الشركة الفرنسية في تدارك المرحلة السابقة التي أخفقت فيها في افتكاك رخصة خاصة بالهاتف النقال في 2001، والتي ظفرت بها ”أوراسكوم تيليكوم” القابضة المصرية، لكن الاتفاق لم يتم مع رفض السلطات الجزائرية مواصلة تجسيد المشروع.وفي سياق هذا التغير، وفي خضم اهتمام لندن بتوسيع دائرة النشاط في الجزائر، فإن إمكانية دخول مجموعة ”فودافون” لسوق الاتصالات في الجزائر أضحى قائما والأمر نفسه بالنسبة لإمكانية اقتراح الدخول في رأسمال ”موبيليس” التي ينتظر أن تفتح جزءا من رأسمالها في بورصة القيم في الجزائر أو إقامة شراكة مع متعاملين جزائريين، مع العلم أن ”فودافون” التي تأسست في 1984 كفرع لمجموعة ”راكال إلكترونيكس”، ويترأسها فيتوريو كولارو، تسعى إلى توسيع نشاطاتها في القارة الإفريقية التي تعتبر من بين المناطق التي تسجل نسب نمو إيجابية في قطاع الاتصالات، حيث تتواجد الشركة بمصر، بالشراكة بحصة تقدر بـ54.9 في المائة وعدد مشتركين يقدر بـ15 مليونا، وفي جنوب إفريقيا بالشراكة أيضا بحصة 50 في المائة تحت تسمية ”فوداكوم” وبعدد مشتركين يفوق 17 مليونا وفي كينيا بحصة تقدر بـ35 في المائة في شركة مختلطة، وفي المجموع تمتلك ”فودافون” أكثر من 300 مليون مشترك عبر العالم.وتعد تجربة ”فودافون” الثانية من حيث الأهمية في حال ترسيمها، بعد التجربة الفاشلة لـ«بريتيش تيليكوم” المجموعة الدولية والرقم الأول في مجال الاتصالات، والذي قرر في 2010 التخلي عن فكرة الاستثمار في الجزائر. وقد جاء القرار بفعل الأزمة التي عانت منها المجموعة والتي تطلّبت عملية إعادة هيكلة ولكن أيضا نظرا لتباطؤ السلطات العمومية بالجزائر في الرد على مقترحات المشاريع من قبل الشركة البريطانية والدولية التي سعت إلى تطوير شبكة الأنترنت والهاتف في الجزائر وتأسيس مركز كبير للتكوين والتأهيل، وإمكانية تشكيل الجزائر حاضنة تكنولوجية في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال، بداية بتجسيد مشروع الحظيرة التكنولوجية لسيدي عبد الله.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات