ووري الثرى أول أمس بمقبرة عين البيضاء في وهران، جثمان الراحل حميد حمادي (49 سنة) أستاذ الفلسفة بجامعة وهران، والذي توفي بمستشفى وهران صبيحة الجمعة إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، تاركا وراءه عائلة صغيرة تتكون من ثلاثة أبناء، وعائلته الكبيرة المتكونة من طلبته في مجال فلسفة الفن والجماليات. كان الفقيد لآخر رمق من حياته مهووسا بفلسفة الفن والجماليات، بدليل إشرافه يوم الخميس على ملتقى لطلبة الدكتوراه بقسم الفلسفة بعنوان ”فلسفة الفن والتراث والمهن الثقافية”. وكان بشهادة زملائه والطلبة الذين حضروا الملتقى ناشطا ”كالنحلة” حسب تعبير المقربين منه. ويجمعون أنه برحيل الدكتور حميد حمادي، فقدت الجامعة الجزائرية باحثا في فلسفة نيتشه، حيث كان وراء كل الأبحاث الجادة حول الفيلسوف الألماني فريديريك نيتشه. كما أن إلمامه بالفلسفة المعاصرة لم يمنعه من الاشتغال على النص الصوفي في إطار مذكرة ماجستير حول ابن عربي، بعد تجربة تدريس في ثانوية ابن باديس بأرزيو. وعرف الفقيد بنشاطه في المجال الثقافي من خلال جمعية ”الأفاق” مع رفقاء الدرب محمود بوزيد، سعيد هادف، مغربي محمد وآخرون، وسمحت له إسهاماته المتعددة في مختلف المجلات العربية المعروفة كمجلة ”الحداثة”، بنيل درجة أستاذ ”بروفيسور” منذ سنتين. شارك في عدة ملتقيات دولية في القاهرة، تونس ومعظم العواصم العربية والإسلامية. كان باحثا في مخبر الفلسفة وتاريخ الفن المعاصر بوهران. رحل تاركا وراءه العديد من الورشات مثل إعادة قراءة أعمال ابن رشد وهايدغر، وتساؤلاته: هل ثمة فلسفة جمالية تستطيع أن تنظر لهذا الجدل الجمالي؟
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات