تأمّــــــــــلات في ســـــــورة الجـــــــــــــــن

+ -

 يقول الأستاذ راتب النابلسي: أخبرنا اللّه أنّ هناك مخلوقات لا نراها لكنّها ترانا، وتسمعنا لكنّنا لا نسمعها، والدّليل على ذلك أنّ النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام وهو سيّد الخلق وحبيب الحقّ الّذي يوحى إليه، قد حضرتْ مجلسه الجنّ واستمعتْ إلى القرآن الّذي يتلوه على أصحابه والنّبيّ لا يعلم، فلولا أنّ اللّه أخبر النّبيّ أنّ الجنّ حضرت مجلسه وسمعت القرآن من فمه لما علم النّبيّ، فمعنى ذلك أنّنا لا نرى الجنّ، كما أنّنا لا نسمع صوتهم: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ} الجنّ:1. قل يا محمّد لإخوانك وأصحابك، وللنّاس قاطبةً: {أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} الجنّ:1. فلولا أنّ الوحي جاءه ما علم أنّ الجنّ حضروا معه، فالنّبيّ الكريم -على عظمته- لا يعلم إلّا أن يعْلِمه اللّه عزّ وجلّ.. هذه السّورة تنبذ الخرافات والأوهام.إخواننا الكرام.. من الممكن الآن أن تضع تحت قدمك مليون قصة ليس لها أصل، فهناك من النّاس مَن يعيش في أوهام عالم الجنّ، وقد تجد أشخاصًا محترمين يذهبون إلى أشخاص من أجل إخراج جنّي أو إدخال جنّي أو تعامل مع الجنّ، فنحن نسمع قصصًا لا تنتهي حول ذلك في كلّ جلسة نحضرها، وهذه السّورة هي الحاسمة، لأنّها مقياس دقيق، لقد قلتُ: إنّ هناك أناسًا تطرّفوا، حينما أنكروا الجنّ، كما أنّ هناك أناسًا تطرّفوا حينما أعطوا الجنّ كلّ شيء، فالجنّ لا نراهم ولا نسمع أصواتهم، ولكنّهم يروننا ويسمعوننا: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}، ولولا أنّ اللّه أوحى إلى النّبيّ لما عرف النّبيّ أنّ الجنّ حضرت مجلسه.وبالمناسبة: إنّ رسول اللّه عليه الصّلاة والسّلام يقول: “أنا لا أعلم الغيب”، {قُلْ لَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ}، فأيّ مخلوق يدّعي بعد ذلك أنّه يعلَم الغيب يجب أن تركله بقدمك، لأنّ اللّه عزّ وجلّ قال: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللّه وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} الأعراف.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات