صنعت قائمة اللاعبين التي أعدها الناخب الوطني كريستيان غوركوف للمشاركة في “كان” 2015 الحدث هذه المرة، وذلك ليس فقط لخياراته حول هوية العناصر المشاركة، ولكن لخلوها من أي لاعب ميدان ينشط في البطولة الوطنية، في سابقة تعد الأولى في تاريخ مشاركات “الخضر” في نهائيات كأس أمم إفريقيا.تلقت البطولة الوطنية المحترفة، ضربة موجعة لم يسبق أن عاشتها من قبل، وذلك بعدم إتاحة الفرصة لأي لاعب ميدان للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2015 بغينيا الاستوائية شهر جانفي القادم، فإذا استثنينا ثنائي الحراسة زماموش ودوخة اللذين سيبقيان تحت ظل الحارس الأساسي وهاب رايس مبولحي، فإن لاعبي الميدان لا يوجد أثر لهم في قائمة غوركوف وحتى الاحتياطية منها، رغم أن البعض منهم شاركوا في التربصات التي أشرف عليها هذا الأخير، على غرار لاعب شبيبة القبائل زيتي ولاعب مولودية العلمة شنيحي، إضافة إلى إشراف التقني الفرنسي على تربصات دورية للاعبي المنتخب المحلي، إلا أن كل هذا لم يشفع لأي عنصر محلي التواجد في القائمة المتوجهة لغينيا الاستوائية.اللاعب المحلي كان إلى غاية 2013 دائم الحضور في النهائياتإذا عدنا بالذاكرة إلى كل مشاركات المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا السابقة، فإن اللاعب المحلي كان دائم الحضور في القوائم النهائية للاعبين، بداية بأول مشاركة في عام 1966 ثم الثانية في عام 1980 بنيجيريا، وهكذا دواليك مع باقي الدورات إلى غاية 2013 في جنوب إفريقيا، رغم أن عدد اللاعبين المحليين تقلص بشكل مستمر مع مرور النهائيات، فـ«كان” 2010 بأنغولا شهدت تواجد كل من رحو ولموشية من وفاق سطيف، وزاوي من جمعية الشلف، وبابوش من مولودية الجزائر، بغض النظر عن ثلاثي الحراسة قاواوي وشاوشي وزماموش، في حين أن كان” 2013 في جنوب إفريقيا شهدت تواجد بلكالام وريال من شبيبة القبائل، وتجار من اتحاد العاصمة، وعودية من وفاق سطيف، وبزاز من شباب قسنطينة، إضافة إلى ثنائي الحراسة سيدريك ودوخة، لتنعدم قائمة “كان” 2015 من لاعبي الميدان المحليين نهائيا.غياب اللاعب المحلي انعكاس لواقع البطولة “المنحرفة” في الجزائريؤكد غياب اللاعبين المحليين عن قائمة “الكان” المقبلة عدم ثقة كريستيان غوركوف في المنتوج المحلي، رغم معاينته لعديد لقاءات البطولة المحلية، إلى درجة أنه استعان بلاعبين مغتربين احتياطيين في أنديتهم دون الالتفات لأي عنصر محلي، على غرار زفان الغائب دوما عن لقاءات نادي ليون الفرنسي، وبلفوضيل المتقهقر مع نادي بارما الإيطالي، وحتى الوجه الجديد الذي لم يسبق له أن تقمص ألوان “الخضر” قسحي مدافع نادي ماتز الفرنسي. وربما يكون غوركوف محقا في نظرته لاختيارات قائمة اللاعبين النهائية، فالبطولة الوطنية أصبحت ناذرا ما تقدم مواجهات عالية المستوى في مختلف ملاعبنا، وهو ما يعني أوتوماتيكيا انعدام اللاعبين الذين يصنعون الفرجة فوق المستطيل الأخضر، علما وأن غوركوف وحاليلوزيتش قبله سبق وأن أكدا على تأخر اللاعبين المحليين عن نظرائهم في أوربا من الناحيتين التكتيكية والبدنية.ولا يوجد أي تفسير لمحتوى قائمة غوركوف سوى أن بطولتنا الوطنية عوضا أن تسير بشكل جيد نحو الاحتراف، فإنها مالت أكثر نحو الانحراف بكل ما يميزها من عنف وضعف التحكيم واتهامات بالرشوة وغيرها من السلبيات.مستوى الوفاق في “الموندياليتو” يفسر كل شيءلعل الوجه الباهت الذي ظهر به وفاق سطيف في كأس العالم للأندية المقامة في المغرب، جاء ليؤكد بعد مستوى اللاعب المحلي عن مستوى المنافسات العالمية، وإلا كيف نفسر انهزام النادي السطايفي أمام نادي أوكلاند سيتي من نيوزيلاندا المغمور وإقصائه من الدور الأول، بالرغم من أن ممثل الجزائر يعد بطل إفريقيا ومن خيرة أنديتنا المحلية، وحتى المدرب خير الدين ماضوي اعترف بعدم جاهزية لاعبيه بعد لخوض مثل هذه التظاهرات العالمية، واعتبر المشاركة تجربة مفيدة لفريقه في قادم المواعيد.قانون الباهاماس 2010 عامل فعال في “طرد” اللاعبين المحليين من المنتخبلا يختلف اثنان في أن قانون الباهاماس الذي أقرته “الفيفا” عام 2010 وبمساهمة من رئيس “الفاف” محمد روراوة كان أحد العوامل المؤثرة في إبعاد اللاعبين المحليين نهائيا عن “الخضر”، فالمنتخب الجزائري كان من أكبر المستفيدين من القانون المذكور، حيث سمح باستقطاب عدة لاعبين تقمصوا ألوان المنتخب الفرنسي لصالح “الخضر” على غرار فيغولي وبراهيمي وبلفوضيل ويبدة ومغني وغيرهم من اللاعبين، وهو الأمر الذي ساهم في رفع مستوى المنتخب الوطني، وأصبحت الحاجة للاعبين المحليين معدومة، طالما أن المدرسة الفرنسية موجودة ولا يتطلب الأمر سوى بعض الإجراءات الإدارية وأخذ موافقة اللاعب ليجد له مكانا مع “الخضر”، وربما الدور القادم سيكون على صانع أفراح نادي ليون حاليا نبيل فقير.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات