+ -

 من الألفاظ القرآنية الّتي جاءت في سياق تيسير وتخفيف التّكاليف الشّرعية على العباد لفظ (الحرج)، حيث تذكر كتب اللغة أنّ أصل الحرج والحراج مجتمع الشّيئين. والحرج: الضيق والشدّة، والحرجة: البُقعة من الشّجر الملتف المتضايق، والجمع حرج.ورد لفظ (الحرج) في القرآن في خمسة عشر موضعًا، جاء في جميع تلك المواضع اسمًا، ولم يأت بصيغة الفعل في القرآن، ومن الأمثلة عليه قوله سبحانه {مَا يُرِيدُ اللّه لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} المائدة:6.وجاء لفظ (الحرج) في القرآن على ثلاثة معان، هي: بمعنى (الضّيق)، من ذلك قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّه لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ} المائدة:6، قال مجاهد وعكرمة وغيرهما: أي مِن ضيق. وبمعنى (الشكّ)، من ذلك قوله سبحانه {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} الأعراف:2، قال مجاهد وقتادة والسدي: شك. وبمعنى (الإثم)، من ذلك قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ} التّوبة:92، أي: ليس على المتخلّفين عن الجهاد بسبب ضعفهم أو مرضهم أو قلّة مالهم إثم في ذلك، فإنّ اللّه لا يكلّف نفسًا إلّا وسعها.وقد ذكروا في الفرق بين لفظ (الضيق) و(الحرج) أنّ الحرج ضيّق لا منفذ فيه، مأخوذ من الحرجة وهي الشّجر الملتف حتّى لا يمكن الدّخول فيه ولا الخروج منه، أمّا (الضيق) فهو المكان الضيّق، وليس بالضّرورة أن يكون بلا منفذ.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات