اتهم عبد الكريم عبادة، منسق “حركة تقويم جبهة التحرير الوطني”، وزراء سابقين من الحزب، بـ“التزلف والتملق لرئيس الجمهورية بدعوته إلى التدخل لحل أزمة الأفالان، طمعا في العودة إلى الحكومة”. وقال إن التقويمية لم تطلب من الرئيس التدخل “لأننا نعتقد أنه لا يملك الصلاحيات التنظيمية لذلك”. ذكر عبادة لـ“الخبر” أن عددا كبيرا من القياديين والمناضلين سيغيبون عن المؤتمر العاشر للحزب، المرتقب بعد أشهر قليلة، “لأن التحضير الجاري له منذ مدة يؤكد أنه سيكون مؤتمرا مزيفا ومغشوشا”. وأوضح عبادة أن أفراد التقويمية “لن يحضروا أبدا من أجل الديكور وبغرض تزكية القيادة، كما فعل عبد العزيز بلخادم (الأمين العام السابق) عندما نظّم مؤتمرا أشبه بالمهرجان”. يقصد مؤتمر 2010 الذي خرج منه بلخادم بعهدة ثانية، استمرت أقل من ثلاث سنوات، إذ تنحى فيما سمي “معركة الثقة” في نهاية جانفي 2013.وأفاد رأس التقويمية أن الاقتراحات التي رفعها للأمين العام عمار سعداني، في شكل رسالة تتعلق بالتحضير للمؤتمر العاشر، أبلغها لأعضاء اللجنة المركزية وأعضاء كتلتي الحزب بالغرفتين البرلمانيتين. وقال: “نريد أن نضع سعداني أمام الأمر الواقع”. وأهم ما تضمنته رسالة عبادة أن يسند إعداد المؤتمر للجنة تتكون من مناضلين “يشهد لهم بالكفاءة والخبرة، ويتمتعون بسمعة جيدة ويحظون بثقة كبيرة”. ولم يتلق عبادة جوابا من المرسل إليه، ما دفعه، حسبه، إلى نشرها في الصحافة وتوزيعها على “المركزية”. وفيما ناشد بعض القياديين رئيس الجمهورية، من موقعه رئيس الأفالان، الرمي بثقله في الحزب لحل أزمته الداخلية، يرى عبادة أن بوتفليقة “رئيس شرفي لحزبنا، بمعنى ليس لديه الصلاحيات التنظيمية للتدخل في الأزمة، ولديه كل الحق في أن لا يتدخل”. وهاجم عبادة وزراء دون ذكرهم بالاسم، “يتزلفون للباب العالي بمناشدته حل مشاكل الحزب، فيرددون فخامته.. فخامته يوميا، والهدف من وراء ذلك هو الرغبة في العودة إلى مناصبهم”. ولم يفصح عبادة إن كان هؤلاء ينتمون للفريق الذي يقوده عبد الرحمن بلعياط، أو لمجموعة أخرى في الحزب. وهاجم عبادة قياديين موالين لسعداني، أعاب عليهم “التملق ومداهنة الأمين العام بحثا عن مواقع لهم، بعضهم يبحث عن منصب في الحزب، وآخر يريد أن يكون سيناتورا. أما الأغلبية فهي منخرطة في رؤيتنا لما ينبغي أن يكون عليه الحزب بعد المؤتمر، وهي إشراك المناضلين في التحضير للموعد وفق آليات شفافة وديمقراطية”. وأضاف عبادة بأن التجمعات الجهوية التي يعقدها سعداني أسبوعيا، “لن تحل مشاكل الأفالان، وإنما تزيد من تعقيدها، وستعود بأكثر حدة بعد المؤتمر، لو أصرّ الأمين العام على النهج الحالي”. وإن كان فريق بلعياط وتقويمية عبادة يشتركان في شيء واحد، هو عدم الرضى عن القيادة الحالية، فهما يختلفان في طريقة التعامل معها. فبينما لا يعترف بلعياط لسعداني بصفة الأمين العام ويضغط من أجل تنحيته، لا يرى عبادة حرجا في بقائه على رأس القيادة بشرط أن يتخلى عن الممارسات التي ميّزت عهدة بلخادم، حسبه، وأثارت ثورة عليه انتهت بالقذف به خارج القيادة. حول هذا الموضوع يقول منسق التقويمية: “الأخ بلعياط يسعى لعقد دورة استثنائية للجنة المركزية منذ عام ونصف لاختيار أمين عام جديد، ولم يفلح في ذلك، لهذا أنا أدعو إلى القفز على هذه القضية وتأجيل المسائل المتعلقة بشرعية الأمين العام والقيادة عموما، إلى المؤتمر وتركيز جهودنا على توفير شروط سليمة لانعقاد هذا الموعد”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات