”أقصينا المؤرخين من كتابة سيناريوهات الأفلام التاريخية”

+ -

 يعتقد الروائي وكاتب السيناريو عيسى شريط أن ”ما أثاره فيلم الوهراني من لغط يندرج ضمن ردة الفعل التي عادة ما تثار كلما اقتربنا من المقدس بكل أشكاله أو ما أوهمونا بأنه مقدس، وموضوع تاريخ ثورة التحرير الجزائرية يندرج ضمن هذه الخانة، فالتقرب منه يستدعي دائما الحيطة والتريث بعيدا عن الجرأة الزائدة المثيرة لحساسية معينة يترتب عنها جدل كبير وعادة ما تجابه بالرفض”. قال عيسى شريط إن ”التطرق إلى ثورة التحرير مازال يثير الجدل خصوصا إذا ما وقفنا على حقيقة مؤكدة تخالف ما نعرفه من حقائق، ذلك لأنها قريبة زمنيا وروادها مازالوا على قيد الحياة، وكلما ابتعدت في الزمن وغاب روادها يمكن التقرب منها وكشف حقائق جديدة لا تثير ردة فعل حادة لدى الأجيال المستقبلية، وعلى الرغم من ذلك يظل الفيلم التاريخي مثيرا للجدل دائما بمستويات متفاوتة، لذلك فصناعة هذه النوعية من الأفلام تختلف تماما عن نظيرتها في الأفلام الخيالية العادية، فكاتب سيناريو الفيلم التاريخي عادة ما يجد نفسه مقيدا من حيث المناورة والخيال، إذ يعتمد ويتقيد بجملة الأحداث التاريخية عبر المكان والزمان، والتي تمكنه من جمع المادة التاريخية التي تضمن له بناء الحكاية كرونولوجيا”.

ويرى شريط أن ”الفيلم التاريخي يستدعي في كتابته مساهمة أكثر من كاتب متخصص للإحاطة بكل التفاصيل الموضوعية والتاريخية والروائية والفنية، لنتأمل مثلا فيلم الرسالة لمخرجه مصطفى العقاد، اشترك في كتابة القصة والسيناريو والحوار جملة من الكتاب (توفيق الحكيم، عبد الحميد جودة السحار، عبد الرحمن الشرقاوي، محمد على ماهر)، وحدها مساهمة مثل هؤلاء في العمل السينمائي التاريخي تضمن سردا موضوعيا لكل التفاصيل التاريخية دون أي انحراف قد يثير جدلا عقيما، مثلما أثاره فيلم الوهراني الذي اعتمد في كتابته على مخرجه فقط دون اللجوء إلى المتخصص في المادة التاريخية، علما بأنني لا أعتبره فيلما تاريخيا بقدر ما هو فيلم اجتماعي اختار له زمن ما بعد الاستقلال مباشرة”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: