كشفت جلسة تنسيقية جمعت أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، بأمناء الحزب الولائيين، أمس، عن فوضى يعاني منها الحزب ببعض الولايات، نتيجة عمليات فتح باب الانخراط وتجديد هياكل الحزب. واعترف بن صالح بفقدان السيطرة على تجديد الهياكل في ولايات معينة، قائلا: “هناك إشكالات لا تزال مطروحة في عدد من الولايات والجهود مبذولة من أجل تجاوزها (..) ونتوجّه للمعنيين بضرورة التعاون لتجاوز الأوضاع غير الطبيعية التي تعرفها الولايات..”.وقال بن صالح، في كلمة افتتح بها لقاء تنسيقيا جمعه، أمس، بالأمناء الولائيين بمقر الحزب بالعاصمة، إن القيادة خاضت، في الأشهر الثلاثة الماضية، حملة كبيرة غير مسبوقة، حسبه. ولم يخل الخطاب من إعطاء صورة سيئة عن أوضاع الحزب، اعترف فيها بـ”أجواء غير طبيعية” يعيشها حزبه، أفرزتها عمليات تجديد الهياكل ولا تزال مستمرة، موضحا: “لقد اجتهدت الأمانة الوطنية في تحضير النصوص التي بلغت لكم، بهدف تسهيل مهمتكم في الميدان، والأمانة الوطنية من البداية كانت تدرك بأن المهمة لن تكون سهلة بالنظر إلى طبيعة ونوعية المشاكل الخاصة ببعض المناطق وبعض الولايات”.وأضاف بن صالح، بخصوص الاضطرابات التي عاشتها بعض الهياكل المحلية: “إنّ ما جرى في هذه الولايات يعد في الواقع أمرا طبيعيا، تعرفه كل الأحزاب المؤسسة على قيم الديمقراطية والتشاور والمنافسة النزيهة (..) كما أظهرت التجربة الأخيرة تمسك الجميع بالممارسة الديمقراطية، وهي بيّنت الحرص الكبير الذي يتسلّح به المناضلون لضرورة إنجاح عملية بناء حزبهم وتثبيت أركانه، بغرض الحفاظ على المكاسب التي حققها منذ نشأته..”.وهاجم بن صالح المعارضة، قائلا إنها “تبدع في تقديم الأطروحات السوداوية وافتعال المشاكل الوهمية، ويقدمون التصورات العبثية عبر التصريحات التي تدعو إلى التدخل الأجنبي، وبالادعاء بحالة الشغور في منصب رئاسة الجمهورية، وينادون بانتخابات رئاسية مسبقة، لينتهوا بشطحاتهم الفكرية إلى الدعوة الصريحة للنزول إلى الشارع والتمرد على الشرعية بحجة استعمال الحق في المعارضة”.وفي إشارة إلى تنسيقية الانتقال الديمقراطي، طالب بن صالح هيئة التشاور بـ”الالتزام بقواعد العمل السياسي العاقل والمسؤول الذي يبتعد عن خيارات التصعيد، ويتجنب دعوات الدفع بالأمور نحو المجهول، لأنها متطلبات تستوجبها المصلحة العليا للبلاد..”.وأضاف: “إنّنا في التجمع الوطني الديمقراطي نرفض القفز على الشرعية وندعو إلى عدم المساس برموز الجمهورية، ونعارض كافة المحاولات الرامية إلى الطعن بالمؤسسات الدستورية، ونستنكر كافة محاولات التصعيد أو تلك الداعية إلى النزول إلى الشارع، وبالمقابل إن حزبنا يدعو المواطن إلى اليقظة وعدم الانسياق وراء دعوات المغامرة..”. وكشف بن صالح، بالمناسبة، عن انعقاد الدورة الرابعة العادية للمجلس الوطني يومي 8 و9 جانفي 2015.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات