بين سفيان الثوري والخليفة المهدي

+ -

 قال القعقاع بن حكيم: كنتُ عند المهدي وأتَى سفيان الثوري كبير علماء المسلمين في عصره، فلمّا دخل عليه سلّم ولم يسلّم بالخلافة، والرّبيع قائم على رأسه متكئ على سيفه يرقب أمره، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق، وقال له: يا سفيان انظر هاهنا وهاهنا، أو تظن أن لو أردناك بسوء لم نقدر عليك، فقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا؟قال سفيان: إن تحكم فيّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحقّ والباطل. فقال الربيع له: يا أمير المؤمنين، ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ أتأذن لي أن أضرب عنقه؟ فقال له المهدي: اسكت! ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلّا أن نقتلهم فنشقى لسعادتهم! اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم، فكتب عهده ورفعه إليه، فأخذه وخرج ورمى به في دجلة وغاب عن أنظار النّاس، فطلب في كلّ بلد فلم يوجد، فتولّى القضاء مكانه شريك النّخعي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات