تحدّث القرآن الكريم عن (الفقر) و(الفقراء)، وجعل سبحانه النّاس جميعًا (فقراء) إليه، وجعل (الفقراء) من النّاس أوّل الأصناف الّذين يستحقّون الزّكاة، وذمّ سبحانه اليهود الّذين وصفوه سبحانه بأنّه (فقير) تعالى سبحانه عن ذلك علوًّا كبيرًا.جاء في معاجم اللّغة أن لفظ (الفقر) لغة يدلّ على انفراج في شيء، من عضو أو غير ذلك، من ذلك: الفِقار للظّهر، الواحدة فقارة، سمّيت للحزوز والفصول الّتي بينها. والفقير: المكسور فقار الظهر، قال أهل اللغة: منه اشتقّ اسم الفقير، وكأنّه مكسور فقار الظهر، من ذلّته ومسكنته.ورد لفظ (الفقر) في القرآن الكريم في أربعة عشر موضعًا، ورد في جميعها بصيغة الاسم، ولم يرد بصيغة الفعل، من ذلك قوله تعالى: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمْ الْفَقْرَ} البقرة:268.وجاء لفظ (الفقر) في القرآن الكريم على معنيين رئيسين، ومعنيين فرعيين: الأوّل بمعنى الافتقار إلى اللّه تعالى، وذلك عام للبشر جميعًا باختلاف أجناسهم وأحوالهم، بل عام للموجودات كلّها، وعلى هذا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءَ إِلَى اللّه} فاطر:15، فأخبر تعالى بغنائه عمّا سواه، وبافتقار المخلوقات كلّها إليه، وتذللّها بين يديه. والثاني بمعنى الفقراء من عامة المسلمين، وهو المُراد غالبًا من هذا اللّفظ في القرآن الكريم، من ذلك قوله تعالى مخاطبًا أولياء النّساء: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللّه مِنْ فَضْلِهِ} النّور:32. والثالث بمعنى الفقراء من المهاجرين خاصة، من ذلك قوله سبحانه: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللّه} البقرة:273. والرابع بمعنى الطّعام، وعليه قوله تعالى على لسان موسى عليه السّلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٍ} القصص:24.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات