+ -

ما تعليقك على إعلان إيطاليا أنها على استعداد للتدخل عسكريا في ليبيا؟ إيطاليا أو غيرها من دول ضفة البحر الأبيض المتوسط، تنظر إلى ليبيا على أنها امتداد أمني لما وراء البحر جنوبا، وترى أنها مصدر مقلق من حيث الهجرة غير الشرعية، ومصدر قلق أكبر من حيث أنه يمكن أن تكون ساحلا بحريا غير مسيطر عليه، ومصدرا للجماعات الإرهابية التي تدخل عبر موجات الهجرة غير الشرعية لإيطاليا وأوروبا، الأمر الذي يؤدي إلى خلخلة الأمن والاستقرار في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط شمالي ليبيا، فبالتالي إيطاليا تبحث عن ذريعة يمكن أن تنطلق من خلالها طائراتها، ليس دفاعا عن ليبيا، ولكن وقاية لما قد يطولها من تعاظم تواجد هذه الجماعات الإرهابية الداعشية، التي أصبحت خطرا يؤرق كل دول الطوق لليبيا والجوار لما وراء البحر أيضا، ولكن الشعب الليبي بأسره يرفض بكل مؤسساته التدخل الأجنبي، لأنه لا يجلب إلا الويل والدمار، ويضاعف من حدة الانقسام الداخلي، فبالتالي نحن لا نريد لا تدخل إيطاليا ولا غيرها، ولو استمررنا على هذا الوضع قرنا من الدهر.وكيف تنظرون إلى موقف الجزائر من الوضع في ليبيا؟ موقف الجزائر موقف تاريخي لرفض الوجود الاستعماري على الأرض العربية، وهي بلد المليون شهيد، ولها تجربة مريرة مع التواجد الفرنسي على الأراضي الجزائرية، الأمر الذي جعلها ترفض أي تواجد أجنبي على الأرض الليبية، تحت أي مسميات ملمعة أو مزخرفة سياسيا، ويتضمن في باطنها الشر والدمار وممارسة العنف ضد الهوية العربية.وهل دعمت الجزائر فعلا قوات حفتر بالسلاح؟ لا توجد قوات خاصة تسمى بقوات حفتر، إنما قوات الجيش الوطني التي تقاتل الإرهاب تحت لواء رئاسة الأركان الليبية، والتي تعمل معتمدة على ذاتها في استيراد أسلحتها وذخيرتها وتسليحها العسكري، إنما الدعم الذي قدمته الجزائر يتمثل في استعدادها لتقديم ما يطلب منها تقديمه، وفي اعتقادي فإن الدور الجزائري كان له حضور في تأمين وحماية الحدود المشتركة، وتزويد ليبيا بالمعلومات الأمنية والاستشارات العسكرية وتضع كل خبراتها ومقوماتها تحت التصرف إذا طلب منها ذلك من الدولة الليبية، فالدور الجزائري يولي اهتمامه بالشأن الليبي، لأن استقرار وأمن ليبيا من أمن واستقرار الجزائر، وتفشي الفوضى والإرهاب في ليبيا يحيط بالمخاطر على الجزائر أيضا، كما أنها تولي أهمية بالغة للحوار بين الفرقاء في ليبيا، وتعمل جاهدة على رأب الصدع وجمع الشتات من أجل وحدة ليبيا.ترددت أنباء في الفترة الماضية عن اشتراك جماعات من ليبيا في حادث تيڤنتورين بالجزائر، ما صحة ذلك؟ بطبيعة الحال ليبيا ساحة لأولئك المفسدين في الأرض، يدخلون ويخرجون من وإلى دول الجوار، من دون أن يكون للدولة الليبية حضور في الرقابة والملاحقة أو الحيلولة دون ذلك، لغياب المؤسسات الأمنية للدولة، وانشغال العسكرية منها بحربها على الإرهاب والعدوان في طرابلس وبنغازي، فبالتالي لا نملك الحجة في مواجهة أي اتهام لأي عناصر من ليبيا تكون قد قامت بذلك أو ساهمت فيه، وندعو أشقاءنا بالجزائر ومصر إلى ضرورة حضورهم العسكري والأمني على حدودهم المشتركة مع بلادنا، التي صارت مرتعا للفساد الأمني والإجرامي، فسلامة الجزائر ومصر من سلامتنا.وما صحة الأنباء التي تفيد بتواجد جنود مصريين على الأراضي الليبية؟ يعتبر هذا توجيها إعلاميا مضادا لإبعاد الدور المصري الداعم لليبيا في حربها ضد الإرهاب، وذلك باتهامها أمام المجموعة الدولية المناهضة لتدخل الدول في الشأن الداخلي لغيرها، فمصر دولة عربية عظمى لا يمكن أن يكون لها وجود على ساحة أي دولة أخرى، إلا بحكم الشرعية الدولية أو ما شابهها، فهذه الاتهامات لا تغير من الموقف المصري تجاه ليبيا لاستعادة سيادتها وتحررها من فوضى الإرهاب.وكيف ترى موقف السودان مما يحدث في ليبيا؟ السودان لازال متهما وسيبقى متهما، لأن السودان إخوان وسياسته كسياسة قطر، ولديه علاقات غير شرعية بجماعات مشبوهة لتحقيق مكاسب غير واضحة بالنسبة لنا، لأننا نرى أن دعم التيارات الإسلامية المتطرفة لا يخدم شكل النظام السياسي للدولة وفق شكل الدولة المعاصرة، بل إنه يرجع نظام الدول المعاصرة إلى نظام الدولة التي عفا عنها الدهر، دولة الإمارة والأمير التي يختفي فيها الجيش والشرطة، وتبرز بها جماعات العمائم التي تقطع الرؤوس وتنكل بالجثث.وما حقيقة تواجد داعش بليبيا؟ يكاد يكون المصطلح الداعشي يشتمل على كل أشكال التطرف، لأن الوجوه واحدة والأهداف والأبعاد مشتركة ومنسجمة، بدلالة أنهم يقاتلون إلى جانب بعض، فنحن حتى وإن كان تواجدهم نسبيا، فإننا نقر بأن تواجدهم مركز وقوي.وكيف ترى الدور الذي يلعبه مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون لحل الأزمة الليبية؟ في اعتقادي أن هؤلاء يمارسون الضحك على الشعوب العربية، فبالأمس عندما اتجهت مدرعات القذافي إلى المنطقة الشرقية، لم يرسل لنا برناردينو ليون، بل أرسلوا لنا أسرابا من الطائرات والقنابل التي تضرب الأخضر واليابس، ودمروا لنا كل شيء، المستهدف وغير المستهدف، حتى طال دمارهم المقار والمباني الأمنية وشبكات الاتصالات ومخازن السلع التموينية، وأشياء ليست لها علاقة بالأهداف العسكرية الحيوية، ولكن اليوم بعدما أصبحت ليبيا تتقاتل، أرسلوا لنا برناردينو ليون ليبقى الأمر مستمرا ومتواصلا، قتال وانتشار فوضى، حتى لهجة خطابهم باردة لا توحي لأطراف النزاع بالتوقف أو التراجع، ويوحي للجميع بأن موقفهم حيادي، ولو كانت نواياهم باتجاه الحل لكان لهم خطاب موجه واضح ومحدد الملامح، يفيد بالوقوف إلى جانب طرف واحد على أن يكون هو ذلك صاحب الحق والشرعية، ووجودهم مماطل ولا نعول على أنفسنا لأننا نتكل عليهم وهذه مأساة الدول العربية، لأنها تتكل على الغير، خاصة الأجنبي، وتتجاهل الحضور العربي الذي يمكن أن يقدم الحل ويصل إلى تحقيق النتائج المنتظرة.وما تعليقك على مؤتمر غدامس 2 للحوار بين الفرقاء الليبيين؟ يجب الانتباه إلى أن المبادرات التي فيها حضور غربي لا يمكن أن نقف يوما من الأيام ونشهد بأنها حلت لنا أي قضية عربية معقدة وفق حوار رقم 1 أو 2 أو 3، لأنهم يعملون وفق سياسات وإستراتيجيات معلن عنها مسبقا، حقيقتهم تفويت الوقت على العرب باستدراجهم وابتعادهم عن مركز علاج قضاياهم، بجرهم بحبال الوهم بعيدا عن آخر الداء الكي بالنار، وبالتالي يبقى الحل يكمن في حوار داخلي، أو حرب الشرعية ضد اللاشرعية.وكيف تنظرون إلى حكم المحكمة الدستورية التي قضت بحل مجلس النواب؟ أريد أن أسأل هل طرابلس تحت المظلة الشرعية المتمثلة في مجلس النواب؟ هل القوات التي تحكم السيطرة الأمنية على طرابلس هي جيش ليبي معترف به؟ الواقع الذي يحكم طرابلس يتمثل بأنها خارج السيطرة والشرعية، أي بمعنى كل مؤسساتها التي تعمل فيها، بداية من حكومة الحاسي، التي يتناسب مع تسميتها مصطلح ”حكومة المسرحية”، وكل إداراتها تعمل خارج إطار الشرعية، أي بمعنى رغم شرعية الهيكلية للمحكمة، ورغم احترامنا للقضاء الليبي، إلا أن وقوعها تحت سيطرة ميليشيات خارجة عن القانون يجعل من الاعتراف بالمحكمة وعدم الاعتراف بأحكامها الصادرة بأوامر ميليشيات فجر ليبيا، المصنفة حسب القانون جماعة إرهابية، فبالتالي هذا الحكم الذي صدر تحت طوق محكم من الآليات العسكرية المدرعة، جعل الحكم يفقد صلاحياته وعدم الاعتراف به محليا ودوليا، فمجلس النواب جاء نتاجا لإرادة شعب، وإرادة الشعب فوق كل إرادة، ومن هنا يستمد مجلس النواب قوته الشرعية غير المشكك فيها.هل يمكن أن نقول إن ليبيا ”على حافة الانهيار”؟ ليبيا انهارت وليس هناك انهيار بعد الذي تعرضت له، عصابات، مافيات، متطرفون تكفيريون، إخوان لا مسلمون، أنصار شر خريجو سجون، ميليشيات متسلحة، ماذا بعد؟!، ليبيا الآن في وضع موت سريري، متوقف على إمكانية إنقاذها من طرف جيشنا البطل، الذي أصبح وجوده على الأرض أمرا واقعا أربك دول التآمر على ليبيا التي تتربص بها للانقضاض عليها فريسة بترولية من نوع نادر على خارطة الجغرافيا الدولية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: