بومدين بوزيد يقدم مفاتيح لقراءة الأزمة العربية الراهنة

+ -

 طرح الدكتور بومدين بوزيد في كتابه الجديد الصادر حديثا عن منشورات ”ذاكرة الأمة” بعنوان ”مداخل إلى الدولة المعاصرة”، سلسلة من الأفكار ”لمحاولة فهم أزمة الدولة في العالم العربي وعوائق الانتقال الديمقراطي”.

تضمن كتاب الدكتور بومدين بوزيد سلسلة من الدراسات المهمة التي شارك فيها في عدد من الملتقيات الوطنية والدولية، منها ملتقى جامعة ”أكسفورد” الذي يشرف عليه الدكتور علي خليفة الكواري، والذي يحمل اسم ”مشروع الدراسات الديمقراطية في البلدان العربية”. كما ضم الكتاب دراسة بعنوان ”محاولة في قراءة الأزمة العربية الراهنة”، المنشور سابقا في كتاب جماعي أشرف عليه الدكتور حسن حنفي وصدر بعنوان ”الأزمة العربية الراهنة”. وسارت مجمل دراسات الدكتور بوزيد في منحى قراءة الواقع العربي الحالي بغية ”كشف الهمة، وفهم الأزمة”. وكتب المؤلف في مقدمة الكتاب أن دراساته تهدف إلى المساهمة في تقديم رؤية من أجل بناء دولة معاصرة تتحقق فيها المواطنة، ولا تنكر فضاءها التاريخي والثقافي وانتمائها الحضاري الذي لا يعني ”اتخاذه حلبة صراع تأويلي، يَفتر وهج الاجتهاد ويقوى التقليد وتعاد العبارة السكونية: ما ترك الأوائل للأواخر شيئا. في جمل متنوعة لجوهر واحد يقفز على ما أنجزته النهضة الإسلامية والعربية خلال قرن ونصف تقريبا من الزمن، ولا يعتبر بالتجربة السياسية العربية التي تعرف انتكاسات بفعل عوامل ذاتية وموضوعية”. وحرص بوزيد على توضيح نقطة مهمة، وهي أن الدراسات التي وردت في هذا الكتاب لا يجب أن تصنف في الجدول التقليدي الماقبلي يسار/يمين أو حداثة/تقليد أو إسلام/ديمقراطية، ”بل هي مساءلة تحاول تفكيك المعهود والبحث عن أدوات منهجية تخص الظاهرة العربية المعطلة، للانطلاق نحو بناء مجتمعات حديثة وأنظمة ديمقراطية ومواطنة تتجاوز التعصب بأشكاله. وتضمن الكتاب 8 دراسات هي: ”من كشف الغمة إلى فهم الأزمة.. محاولة في قراءة الأزمة العربية الراهنة”، ”سلطة الرمز”، ”خطاب العنف”، ”شيسيولوجيا الشقاق.. الحاجة لمعرفة جديدة”، ”قوة الشارع في التغيير السياسي.. محاولة في فهم تعثر التجربة الديمقراطية في الجزائر”، ”الدولة والدولة الديمقراطية.. المفهوم والرؤية”، ”من سلطة الإدارة إلى دولة المؤسسات”، ”من الكواكبي إلى مشروع دراسات الديمقراطية”. إن كتاب بومدين بوزيد يعتبر محاولة جادة لفهم ”روح العصر العربي”، جاء من باحث متمرس يقرأ الفلسفة المعاصرة والتراث معا، ويريد دخول العصر وترك صراعات الأمس وتطاحنات اللحظة الآنية، من أجل صون البلاد ووضعها على الوجهة الصحيحة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: