تحصي الجزائر، اليوم، أزيد من 15 ألف مسجد عبر ترابها، فيما تجري عملية إنجاز 4 آلاف مسجد آخر، إلا أن هذه المؤسسة الدينية ورغم مرور قرابة 60 عاما على الاستقلال، بقيت حبيسة أطر تقليدية. فمع أن الإسلام قادر على لعب دور في التغيير الاجتماعي، إلا أن مؤسسة المسجد وباستثناء بعض أعمالها المعزولة، ظلت وكأنها غير معنية بالتغيرات التي تحدث في المجتمع، إلى درجة أن الجزائريين وأمام تفاقم ظواهر اجتماعية خطيرة كاختطاف الأطفال والإقبال الواسع على استهلاك المخدرات والمهلوسات والعنف في المنازل والشوارع والملاعب.. يتساءلون عن دور الأئمة ونوع الخطاب المسوق في المساجد. ومع أن الأئمة أنفسهم يقولون إن هناك: “تهميشا مقننا للمسجد من قبل السلطة، ما انجر عنه ضعف مستوى الإمام وخطابه المسجدي”، إلا أن عارفين بالشأن الديني يقولون إن الرصيد العقيدي وحده لا يكفي للتعامل مع المجتمع إذا لم تكن هناك علوم إنسانية واجتماعية ونفسية.. مكملة له، هذا الضعف فتح الباب ليصبح المسجد محل تقاطع خطابات مذهبية، جعلت حتى المرجعية الدينية الجزائرية في حكم المجهول، هل ينقذ التكوين الذي يتحدث عنه الوزير، محمد عيسى، ما خلفه ضعف مستوى الأئمة وما نتج عن سياسة الهروب إلى الأمام؟
تشير مراجع تاريخية إلى أن المساجد خلال الحقبة الاستعمارية كانت تحت رقابة الإدارة الكولونيالية مثل “المسجد الأخضر” بقسنطينة، نسبة إلى سيدي لخضر الذي كان أحد قلاع الشيخ عبد الحميد بن باديس، وله دور تربوي وتعليمي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات