هذه أسباب الخلاف بين قاسي السعيد وبوملة

+ -

ضيف الله حسين: بوملة طلب مني إحضار 30 مليارا من إطار بسوناطراكفي جلسة مثيرة، تبادل الاتهامات كل من كمال قاسي السعيد المناجير السابق لفريق مولودية الجزائر، وبوملة بوجمعة الرئيس السابق للفريق، في جو غلبت عليه الملاسنات الكلامية، لكنه سمح بكشف كل تفاصيلالخلاف الذي دخلا بسببه إلى قاعة جلسات محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة الأربعاء الماضي. الجلسة دامت ما يقارب ساعتين كاملتين، وأسدل الستار عليها في وقت متأخر من مساء الأربعاء الماضي، وجهت خلالها لكمال قاسي السعيد وضيف الله حسين، عضو بلجنة المناصرين، تهمة الضرب والجرح العمدي والسب العلني ضد الشاكي بوملة.الجميع كان ينتظر نهاية المحاكمة وما سيصدر عنها من التماسات. البداية كانت مع تصريحات قاسي السعيد الذي قال إنه وقع عقدا مع المولودية العاصمية لمدة سنتين، حيث شغل في هذه الفترة منصب مناجير الفريق، بعد عدة مناصب شغلها من لاعب دولي سابق إلى مدرب المنتخب الوطني العسكري لمدة 4 سنوات، موضحا للقاضي بأنه وبالرغم من المشكل الذي وقع لهذا الفريق في الموسم الماضي أثناء الفترة التي عوقب فيها رئيسه السابق عمر غريب وبعض اللاعبين بعد أن رفضوا الصعود إلى المنصة الرئيسية لاستلام الميداليات في كأس الجمهورية، إلا أنه حسب تصريحاته تمكن من النهوض من جديد بالفريق بعد قيامه بمجهودات جبارة للظفر بكأس الجمهورية.وأضاف خلال جلسة المحاكمة بأنه كان دائما على خلاف مع رئيس النادي بوجمعة بوملة، لسبب وحيد هو أن قاسي السعيد كتقني تربى في كرة القدم وعمل في العارضة الفنية، وبصفته المسؤول الأول حسبه كان كلما طلب من رئيس النادي الموافقة على أمر ما، إما يواجهه بالرفض مباشرة أو يوافق على طلبه في اللحظة الأخيرة، خاصة فيما يخص إمضاء عقود مع لاعبين جدد، وهنا وصلوا للانسداد، ومع ذلك كان مجبرا على التعامل معه.شاوشي و500 مليون يفجران الخلافوبعد أن قرر قاسي السعيد إمضاء عقد مع اللاعب الدولي فوزي شاوشي، واجه صعوبة لأن شاوشي كان معاقبا وممنوعا من ممارسة كرة القدم لمدة سنتين، وعندها سعى قاسي السعيد لتخفيض عقوبته، وقد نجح في ذلك، فألح على بوملة الموافقة على إمضاء العقد مع شاوشي في أقرب الآجال بمبلغ 500 مليون سنتيم، عندها تفاجأ قبل توقيع العقد من وجود صورة تجمع بين الحارس الدولي شاوشي، عمر غريب وبوجمعة بوملة حتى دون أخذ إذنه، كما رفض هذا الأخير إمضاء عقد شاوشي الذي انتظره لمدة 7 ساعات، بعد أن نظم له قاسي السعيد موعدا مسبقا مع رئيس النادي، الأمر الذي أثار حفيظة المناجير قاسي السعيد ودفعه للتوجه لمكتب بوملة، حيث وقعت بينهما ملاسنات كلامية خوفا على ضياع مجهودات سنة كاملة سدى، حسب تصريحاته، إذ أكد للقاضي بأنه لم يعتد عليه بالضرب إطلاقا. “افعلوا بي ما شئتم لو وجدتم بصماتي على جسد بوملة”أما بخصوص اعتدائه بالضرب على بوملة، أكد قاسي السعيد خلال المساءلة أمام قاضي الجنح بأنه لم يعتد على بوملة بالضرب، وأن المناوشات بينهما اقتصرت على ملاسنات كلامية ليس أكثر، مختتما كلامه بالقول “لو وجدتم بصمات أصابعي على جسده وإن كان يوجد أي دليل ضدي في هذه القضية، فافعلوا بي ما شئتم”، موضحا بأن أخلاقه كلاعب كرة قدم لا تسمح له باستعمال العنف ضد زملائه.صورة لإعادة غريبوخلال نفس الجلسة المثيرة، صرح قاسي السعيد أن الصورة التي جمعت بين كل من بوملة وعمر غريب واللاعب شاوشي كانت ستسهل من عملية إزاحته من منصبه، كما قال للقاضي إنه لم يزاول مهامه كمناجير للمولودية منذ 8 أشهر، بسبب هذه الشكوى القضائية التي يدخل بسببها لأول مرة المحكمة بعد أن حضروا له قرار التوقيف.بوملة و30 مليارا وسوناطراكأما ضيف الله حسين العضو بلجنة الأنصار، فقد صرح خلال المحاكمة وبحضور كل الأطراف، بأن بوملة أرسله لإطار سامٍ بشركة سوناطراك المالكة للنادي، وطلب منه إحضار 30 مليار سنتيم من عنده. وجاء كلام ضيف الله بعد احتدام الخلاف بينه وبين بوملة أثناء الجلسة، حيث صرح هذا الأخير للقاضي بأن ضيف الله هدده باختطاف ابنه وحرق منزله، وهي التصريحات التي أثارت غضبه بعد إنكاره للاتهامات الموجهة إليه.تعيين عمر غريب منسقا للمولوديةمن جانبه ولدى أخذه الكلمة، ذكر بمساره المهني موضحا “كنت إطارا في سوناطراك، وعندما تقلدت منصب رئيس النادي كنت على خلاف دائم مع قاسي السعيد، فكلما اتفقت معه على موضوع ما كان يفعل ما يدور برأسه، إلى أن بلغ الخلاف ذروته بعد أن حطم قاسي السعيد الكأس”. وأكد بوملة في سياق أقواله “لقد كنت أنوي تعيين عمر غريب منسقا للمولودية.. لأن من حقه ذلك”.وعن سؤال حول علاقة شاوشي بالخلاف مع قاسي السعيد، قال بوملة إن شاوشي أهان الوزير الأول عبد المالك سلال وبروتوكول وزير الرياضة محمد تهمي في غرفة تغيير الملابس ولم أكن أنوي إعادته”، وواصل بوملة تصريحاته “لم أكن أريد لشاوشي أن يعود للفريق بعدما تلفظ بكلام بذيء يوم تسليم كأس الجمهورية في الموسم الماضي بعد أن رفض تسلم الميدالية، وأهان بذلك الوزير الأول سلال وكل من كان برفقته في غرفة تغيير الملابس”.المولودية مرابطة وكانت ستفوز بالمباراة دون أية تدريباتتصريحات بوملة لم تتوقف عند هذا الحد، حيث قال “المولودية مرابطة سيادة القاضي، وكنا سنربح المباراة حتى دون أية تدريبات، وقاسي السعيد نقض الاتفاق وراح يصرح لوسائل الإعلام عن إمضاء العقد مع شاوشي، رغم أنني اتفقت معه على إبقاء الأمر سرا بيننا”، مضيفا بأن قاسي السعيد حطم كأس الجمهورية وسمح للاعبين بمغادرة الفندق بالبليدة بعد المباراة، “رغم أنه كان على موعد مسبق مع والي العاصمة عبد القادر زوخ في الصباح الباكر، ما تسبب في غياب عدد كبير من اللاعبين. وبعد أن حطم الكأس تركها لي عند حارس مقر الشركة”.ضربه بباب المكتبوأضاف بوملة “بتاريخ الوقائع، توجه قاسي السعيد لمكتبي وراح يجبرني على إمضاء العقد مع شاوشي، وقال لي بالحرف الواحد: ماشي الدولة سمحتلو وأنت ما تمضيلوش.. أمضيلو ضرك قدامي. وعندما حاولت الخروج من المكتب راح يسبني، وحاولت الفرار وقلت في نفسي: الهربة تسلك. ولكنه دفعني قبل خروجي من المكتب، قبل أن يضربني بالباب فوقعت أرضا، ولدي شهادة طبية تثبت عجزي عن العمل لمدة 3 أيام”.شاهد ما شفش حاجة..الشهود في القضية صرحوا بأنهم لم يروا شيئا، وإنما سمعوا أصواتا مرتفعة بمقر المولودية في حيدرة، وأجمعوا في الجلسة بأن قاسي السعيد كان يقول لبوملة “امضي العقد” والثاني كان يقول “ما نمضيش”، مؤكدين في ذات الوقت بأنهم تعودوا على سماع الصراخ في مقر الشركة كلما التقى بوملة بقاسي السعيد.شهران حبسا وغرامة بـ10 ملايينوكيل الجمهورية التمس تسليط عقوبة شهرين حبسا نافذا وغرامة مالية نافذة بقيمة 100 ألف دينار في حق كل من ضيف الله حسين وكمال قاسي السعيد، في حين تم تأجيل النطق بالحكم.كمال قاسي السعيد لـ “الخبر” “بوملة أراد التوقيع بحضور غريب بهدف تنحيتي من منصبي” في رواق المحكمة، رد كمال قاسي السعيد على أسئلة “الخبر” بالقول “أنا لم أعتد على بوملة بالضرب، وشهوده وقفوا إلى جانبي في جلسة المحاكمة، وبذلك كانوا بجانب الحق، بوملة أراد تنحيتي من منصبي فقط، ولهذا أودع هذه الشكوى القضائية ضدي، رفض التوقيع لشاوشي الذي أحضرته معي بموعد مسبق معه، ومن ثم قرر التوقيع له بحضور غريب.وعن سؤال بخصوص تسببه في تحطيم كأس الجمهورية، قال قاسي السعيد “لم أهشمه بل كُسر الرأس فقط يوم فرح اللاعبون به، وراحوا يجرونه حاملين إياه في أرجاء الملعب، كل كؤوس الجمهورية كسرت وبوملة ليس رجل رياضة، أخلاقي كلاعب دولي سابق لا تسمح لي بضرب أي زميل أو شخص، لم أهنه لفظيا ولم أعتد عليه جسديا، لم يسبق لي أن مثلت أمام العدالة في حياتي، ولكن بوملة جرني للمحاكمة لأول مرة منذ بداية مشواري الرياضي وحتى قبله، من حقي أن أظهر أمام وسائل الإعلام وأدلي بالتصريحات، وهذا ما أثار غضبه، قدمت لمولودية العاصمة الكثير، بذلت مجهودات جبارة لضم شاوشي للفريق، ومستعد لكي أقدم أكثر من ذلك، العدالة ستنصفني إن شاء الله، وكلي ثقة في العدالة الجزائرية”.غادر المحكمة مسرعابوملة: قاسي السعيد أساء للعميدتفادى بوجمعة بوملة في نهاية جلسة المحاكمة التي وقف خلالها خصما لقاسي السعيد، الحديث للصحافة وخرج مسرعا من المحكمة، وهو ما لم يسمح لنا باستطلاع رأيه حول القضية، حيث لخص بوملة أقواله في بداية الجلسة في الإصرار على أن خصمه المناجير شتمه واعتدى عليه جسديا وشهر به في إحدى القنوات التلفزيونية، مشددا على أن قاسي السعيد أساء كثيرا للمولودية بممارساته، وخاصة عندما حطم كأس الجمهورية!

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: