الجزائر الأولى عالميا في مؤشر الفساد، هذا هو الهدف الذي وصفه حكام الجزائر الذين استلموا الحكم قبل 16 سنة بواسطة التزوير الانتخابي بعد انسحاب الفرسان الستة آنذاك. لكن ما يؤسف له حقا أن الجزائر لم تحقق هذا المشروع وتصبح الأولى عالميا في الفساد، فالتقرير الأخير أعطانا المرتبة المائة فقط، وهذا معناه أن السلطة حققت 95 بالمائة فقط في حكاية تعميم الفساد.حتى فرنسا التي كانت مثلنا الأعلى أصبحت تعاني من مشاكل حادة تتعلق برداءة المسؤولين الذين يحكمون فرنسا.. الشعب الفرنسي ساخط على حكّامه، وعلى رداءة حكّامه، ولهذا قام الحكّام في الجزائر الذين يتمتعون بفائض من الرداءة بتحسين علاقات حكّام الجزائر بحكّام فرنسا نكاية في الشعب الفرنسي والشعب الجزائري معا.منذ أيام رأينا صورة غاية في الدلالة السياسية لرداءة حكّام الجزائر، حيث عرضت اليتيمة صورة للندوة الصحفية التي نشطها الوزير الأول سلال ورئيس وزراء إيطاليا بمناسبة زيارة هذا الأخير للجزائر.. كانت الصورة عبارة عن لقاء بين ثلاثة أجيال في صورة واحدة.. الرئيس بوتفليقة وضعت صورته خلف سلال في برواز كبير، في إشارة ضمنية إلى أنه هو الذي يعقد الندوة الصحفية مع الإيطالي وليس سلال.. وهي فكرة تعكس مستوى الرداءة السياسية والإعلامية للجزائريين لم يتوقعها الإيطاليون، ولذلك راح رئيس وزراء إيطاليا يستعمل هاتفه النقال في وقت كان سلال يتحدث للصحفيين، وهي إشارة بالغة لمن يفهم سيميولوجية الصورة.بالفعل كانت الندوة الصحفية عبارة عن لقاء بين ثلاثة أجيال كاملة، ظهر الإيطالي وكأنّه غلام من حفدة بوتفليقة، وظهر الإيطالي وكأنّه ابن سلال غير البكر.الانطباع الذي عند الجزائريين عن الإيطاليين أنهم “مافيا” فاسدة في الحكم وغير الحكم، لكن إيطاليا يتولى فيها الحكم شاب هو في سن ابن سلال وحفيد بوتفليقة، ومعنى هذا الكلام أن الجزائر أوصلها الفساد السياسي لأن تكون أسوأ من المافيا الإيطالية.هل فهمتم الآن لماذا نستحق المرتبة الأولى عالميا في الفساد؟! ومع الأسف لم تنصفنا هذه المنظمات ومنحتنا المرتبة المائة فقط. ويجب أن تحتج الحكومة الجزائرية على هذا الظلم.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات