+ -

 يعيش المشهد الثقافي الجزائري شغفا لرؤيا جريئة لتعريته من كل زيف ومنح الفرصة للكل على حد سواء، لكن بمعيار المهنية الغائبة غالبا في ميداننا الثقافي دون ولاء ليعلو صوت الحق في مهنة يعتقدها البعض طبلا ومزمارا، ويراها البعض الآخر فسادا وتبذيرا، كما يراها بعض آخرون شيكات وفواتير، بعيدا كل البعد عن الوعي الكامل بماهية الثقافة ودورها الاجتماعي والتربوي والأخلاقي والسياسي والتاريخي، وكل الكل المغيب في بناء وصنع مجتمع ضاع بين عنف، تحت الطلب، وهوية تستباح من حين إلى حين، حسب ما تمليه السياسات الغبية والنعرات الجهوية والأنانية والمصلحية والنرجسية، وحتى الملكية في قطاع حساس كقطاع الثقافة، الذي ضاع فيه الفنان والمبدع الحقيقي في متاهات الصراعات الدونكيشوتية والصراعات التافهة في أزقة ما يسمى بـ«الحرية”، في زمن الاحتكار والانهيار والاحتضار لكل ما هو جميل في هذا الوطن الغني بمبدعيه ومثقفيه في كل الميادين، فهذا يريد أن يكون عرّاب الجنوب، وتلك تريد أن تمتلك الشمال وأولئك يريدون الشرق، وما تبقى يريد الغرب، وفرّقونا عسانا نسود.. هذا هو المشهد الثقافي الجزائري بكل صدق، دون تحفظ، ودون الحديث عن فن النخاسة الجديد باستعباد كل مبدع بائس بؤس كل شيء في هذا الوطن الحالم أن ينشر له كتاب، أو تقرأ له قصيدة، أو يعرض لوحاته أو يمثل دورا أو ينتج مسرحية أو فيلما وهذا حلم صعب المنال.. لكننا لا زلنا نتحدث ببراءة الأطفال عن اثنتين وخمسين سنة من الاستقلال وعزة وكرامة وبحبوحة في المال، ليبقى دوما السؤال نفسه: أين الخلل؟ ومن السبب؟ ومن يسيّر ماذا؟ وما هو الحل والكل يريد ويرغب في غد أفضل، لأن الثقافة هي الأرض الخصبة التي تنمو فيها كل البذور وتثمر لدى كل شعوب العالم، إلا نحن، فالثقافة هي الماضي والحاضر والمستقبل بكل الأبعاد والمفاهيم الإنسانية لكل شعوب العالم، إلا نحن، الثقافة هي الاستثمار والهوية والخيار لكل شعوب العالم إلا نحن. فمتى يا تر سنصبح نحن على حقيقتنا، ونحن الذين شغلنا الهوى وملأنا الدنا بإبداع من الحق والعدل والعدالة أنه لا يموت؟ قامات وأسماء لا تتسع مساحات الأرض لذكرها.. عاهدوا وأبدعوا فكتبتم الزمن بدم الخلود إلا أننا صرنا نخون الأمانة. أمانة الآباء والأجداد بهذا الصمت وهذه المحاباة وتركنا الدخلاء يعبثون بملكة الإله ويصنعون أصناما جديدة يعبدها الأغبياء، ويرعاها المرتزقة الجدد الذين شغلوا المكان والزمان وجعلوا من الرداءة دينا لأصنامهم ومذهبا لأتباعهم ويمارسون طقوسهم الماجنة، صباحا مساء، تحت رعاية سامية، ولنذهب نحن وبالصدق الذي نؤمن للجحيم .❊ملاحظة:«مشاهد” لتنقل أفكاركم وتحليلاتكم في المشهد الفني والثقافي.. كل يوم جمعة عبر صفحة “فن وسينما” مرحبا بكم عبر العنوان الإلكتروني التالي [email protected]مدير الإعلام بالديوان الوطني للثقافة والإعلام

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات