“المواقــف الأوروبيــة من إسرائيــل تأخذ طابعـــا احتجاجيــا”

+ -

ما هي قراءتك للمواقف الأوروبية الرسمية إزاء الاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ شكلت جرائم إسرائيل في غزة تحولا في الفكر والموقف الغربي، حتى الآن المواقف الأوروبية تأخذ شكلا احتجاجيا ومواقف متدرجة. لاحظنا موقفا من المستوطنات والمقاطعة الاقتصادية، وهناك مظاهر مقاطعة، بالإضافة إلى مواقف غالبا تدين ولا تعترف بالاستيطان الإسرائيلي، مواقف خجولة بصفة عامة، ولكن هذه الرسائل عبر الاقتراحات التي تنجم عن اجتماعات البرلمانات الأوروبية هو درجة أعلى من التحذير لإسرائيل، وبالتالي هي ليست مؤثرة، لربما في وقت لاحق تكون دول أوروبا في دور أكبر في مواجهة إسرائيل لرفع الحصار، وهذه السياسة تتخذ طابع الإبادة في القدس.باعتقادك، هل هناك هدف سياسي من وراء مواقف الأوروبيين باعترافهم بالدولة الفلسطينية؟ المواقف الأوروبية تستمر في دعم السلطة ماليا في إظهار بعض التفهم لدور السلطة، ولكنها أيضا تضغط على السلطة، يعني الموقف الفرنسي يبحث عن مبادرة لاستئناف المفاوضات تنتهي خلال سنتين، ورفضتها اسرائيل محاولة منها لتأخير توجه فلسطين إلى الأمم المتحدة، وهذا يدل على أن طريقة تفكير الدول الأوروبية هي التي خلقت إسرائيل وهي التي لا ترغب في أن تتخلى عن دعمها لإسرائيل، ولكنها تواجه حقائق ترغمها على أن تعترف بالحقوق الفلسطينية ليس من باب تعويض تاريخ هذه الدول في خلق إسرائيل ووجودها، ولكن أيضا في محاولة لخدمة إسرائيل، بالمعنى الآخر السلام وقيام دولة فلسطينية هو الذي يحافظ على استقرار المنطقة وعلى استمرار إسرائيل واستمرار المصالح الغربية في المنطقة.ما هو المطلوب العملي من الدول الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية؟ المطلوب العملي هو أن توافق على اقتراح المشروع العربي المقدم إلى مجلس الأمن، الذي يعالج موضوع إنهاء الاحتلال لثلاث سنوات، وأن تستمع إلى توصيات برلماناتها وتعترف بدولة فلسطين تحت الاحتلال، والمطلوب أن تساعد هذه الدول منظمة التحرير على محاكمة إسرائيل على ما ترتكبه من جرائم حرب بحق الفلسطينيين، لأننا نحتاج إلى دعم حقيقي، وغير ذلك لن ترتدع إسرائيل وستواصل مخططاتها في بناء إسرائيل الكبرى ومصادرة القدس ومصادرة المزيد من الأرض، وربما ترتكب “ترانسفير” جديد لاحقا.على ذكر مجلس الأمن، كيف يمكن للسلطة أن تستثمر هذا الاعتراف وتطوره لصالحها، وخاصة الموقف الفرنسي؟ طبعا الخطوة الأولى الذهاب إلى مجلس الأمن، ومجلس الأمن طبعا تواجهنا هناك احتمالات الفيتو الأمريكي، ونحن بحاجة إلى أكثر من تسعة أصوات. إذا كان الفرنسيون جادين، فليصوتوا للمشروع العربي، مثلا المبادرة الفرنسية هي بشكل أو بآخر تعبر عن مواقف الاتحاد الأوروبي، والمفروض أنها تساعد في استئناف المفاوضات التي يطالب بها الفلسطينيون. ولكن حينما ترفضها إسرائيل، تنتهي الذرائع أمام السياسة الأوروبية للامتناع عن التصويت والدعم لمشروع القرار الفلسطيني العربي في مجلس الأمن.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات
كلمات دلالية: