عائلة الهاشمي المعوقة يطاردها العوز والفقر

+ -

 يصارع عمي الهاشمي خايف وزوجته المعوقان مآسي الفقر المدقع ببلدية جليدة، في شبه بيت دون أبواب، تعبث به الجرذان وتملؤه الروائح الكريهة التي حولت يوميات العائلة إلى جحيم، ولم يعد أبناؤه الذين توقفوا عن الدراسة بسبب العوز قادرين على مصارعة الأمراض والأمعاء الخاوية.الوصول إلى هذه العائلة التي ينهشها العوز وتحاصرها الإعاقة التي مست عمي الهاشمي المصاب بمرض عقلي بنسبة 80% وزوجته مليكة ظريف المعوقة حركيا بدرجة 100%،كان بفضل أحد شباب المنطقة تربطه علاقة صداقة مع ابن عمي الهاشمي، وتحدث عن مظاهر الحڤرة واللامبالاة بكلام متداخل ساعدنا على فهمه ابنه.قصة الأسرة التي صارت على لسان كل ساكني المدينة، تفاقمت بعدما تقدمت بهما السنون، واتسعت طموحات الأبناء الذين كبلهم العوز والاحتياج، وضاقت بهم السبل في البحث عن لقمة العيش وشراء اللوازم المدرسية والمآزر، في وقت تم حرمانهم من المساعدات الخاصة بالمتمدرسين كالمنحة والكتب الدراسية.  “كل شيء رث بهذا البيت الذي نفترش فيه التراب وسط موجة من البرد القارص الذي ترتجف منه أبداننا”، تقول السيدة مليكة التي قاربت 75 سنة دون أن تعرف طعم الحياة اللذيذة، حسب جيرانها الذين التفوا حولنا أمام الجدار الهش المهدم بفعل سقوط الأمطار والفيضانات التي اخترقته من كل جانب، ولعل شهادة تدخل مصالح الحماية المدنية التي يحملها الشيخ بيديه المرتعشتين لم تعد تشفع له لدى مسؤولي البلدية والدائرة، بالرغم أن المسافة بينهما لا تتعدى 250 متر على أكثر تقدير، يقول ابنه الذي أكد أن والده طرق كل الأبواب للبحث عن مسكن “يقينا أخطار الظروف القاسية التي نواجهها رفقة إخوتي”، وكشف عن طلبات السكن التي أودعها سنة 2004 و2011 لدى المصالح المعنية، “لكن قوبلنا بالتهميش والإقصاء”، الأمر الذي جعل بعض الحضور يعلق “أين الرأفة بمثل هؤلاء؟ وما هي المقاييس التي تنتهجها لجنة توزيع السكنات لمنح السكن الاجتماعي للعائلات؟” عمي الهاشمي الذي أنهكته الأيام رفقة زوجته مازال ينتظر لين قلوب المسؤولين للتكفل به بعدما ضاقت به السبل وتجاهلته المصالح المعنية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات