يعيش سكان المجمع السكني “شال” بحي حيدرة الصغيرة ببارادو في العاصمة، حالة من الخوف والدهشة، إثر العثور على جثة شاب داخل كيس بلاستيكي مرمية في الأحراش التي تغطي الجدار الفاصل بين الحي وسفارة فرنسا بالجزائر.حسب ما كشفت عنه مصادر لـ“الخبر”، الجثة تعود لشاب، وهو طالب جامعي اختفى في ظروف غامضة منذ سنة 2008، حيث عثرت الشرطة على بطاقة تعريف وطنية بدون صورة، ولا يزال التحقيق الذي أسند لمديرية الاستعلام والأمن “دي أر أس”، متواصلا لمعرفة ما إذا كانت تعود لصاحب الجثة أو لشخص آخر.“الخبر” تنقلت أمس إلى الحي، الذي بدا هادئا، ولكن في الوقت نفسه كانت أعين السكان على كل غريب يقصد الحي، وهو ما حدث معنا. فعندما اجتزنا البوابة الرئيسية بسيارة تحمل وسم المؤسسة، أخذ الجميع يرمقنا بنظرات حذرة، وتوقّعوا سبب زيارتنا، على غرار رجل وامرأتان كانوا بالقرب من موقف السيارات، يتبادلون أطراف الحديث حول ما وقع رغم برودة الطقس وتهاطل الأمطار، والحيرة والقلق باديين على وجوههم، فيما كان أعوان من الشرطة العلمية قد غادروا الحي بعد وصولنا بلحظات.اقتربنا من أحد السكان، الذي وبمجرد أن استفسرنا منه الأمر، راح يقول “نعيش الصدمة منذ العثور على جثة شاب داخل كيس بلاستيكي بهذا الحي المعروف بهدوئه”. وفي روايته لما وقع، كشف محدثنا أن بستاني الحي هو من عثر على الجثة، عندما كان يقوم بإزالة الأحراش صباحا، حيث لفت انتباهه كيسا بلاستيكيا أسود اللون، عالقا بغصن شجرة، وعندما حاول تحريكه سقطت رأس الجثة المتحللة، فظن أنها لحيوان، لكن سرعان ما ألقى بها أرضا بمجرد أن أمسكها بيديه ودقّق فيها النظر، حيث أصيب بالهلع والخوف، وسارع لإخبار السكان ثم مصالح الشرطة.وما هي إلا لحظات، حتى انتشر الخبر بسرعة البرق وسط هذا الحي الراقي والهادئ، فالجميع هرع لمكان العثور على الجثة، غير مصدّقين لما حدث بحكم أن عمارتهم الموروثة عن عهد الاستعمار الفرنسي، تعرف حراسة أمنية مشددة، فهي محاطة بجدار يفصل بينها وبين السفارة الفرنسية، مع وجود كاميرات مراقبة، كما أنها تقع على مقربة من المديرية العامة للحماية المدنية، وإقامات كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين، وفوق ذلك يعرف المسلك المحادي للحي مرور مواكب رسمية يوميا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات