+ -

 نائب وزير الدفاع ڤايد صالح يقول: “إن الجيش لن يسمح بتهديد أمن واستقرار البلد بواسطة الشغب... وإن الانتخابات الرئاسية السابقة شفافة وشرعية”!ورئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي يقول ما يفيد ما قاله ڤايد صالح في معناه ومبناه من أن الجيش هو كل شيء... وأن الأمر بيد مجموعة من القيادة بالجيش وإن بوتفليقة مجرد “دمية” في يد هؤلاء.حديث ڤايد صالح عن شرعية الانتخابات الرئاسية الماضية وشفافيتها هو توريط جديد للجيش في عملية انتخابية جرت خارج القانون والدستور، وكانت محل نقد من طرف قطاع واسع من المعارضة والشعب.كنا نأمل أن تنأى قيادة المؤسسة العسكرية بنفسها عن الجدل الدائر الآن في البلاد بخصوص رئاسيات مسبقة أو إقرار دستور جديد يؤدي إلى رئاسيات بعد ذلك... لأن واقع البلاد السياسي والاقتصادي لا يسمح ببقاء الوضع على ما هو عليه أكثر من سنة، والنار تشتعل في العديد من المناطق من غرداية إلى ورڤلة إلى بجاية إلى غيرها من المناطق!عندما يقول رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع: “إن الجيش لن يسمح بالشغب”، فذاك يعني أن قيادة الجيش تقدم الجيش كمؤسسة قابلة لأن تتحول إلى جهاز شرطة للدفاع عن السلطة العاجزة إذا ما عجزت آلة الشرطة عن حماية سوء التسيير للبلاد وحماية الفساد! وهو توجه خطير في وظيفة الجيش ! لأن الجيش لا يمكن أن يتحول إلى جهاز شرطة.. وقد رأينا كيف حدث ما حدث في ليبيا ومصر وسوريا واليمن عندما تحول الجيش إلى آلة شرطة في يد الأنظمة !بوادر السياسة الجديدة للجيش ظهرت عندما تولى الجيش مهمة حفظ الأمن في منطقة غرداية دون اتخاذ الإجراءات الدستورية المطلوبة في مثل هذه الحالات، لتدخل الجيش في غير مجاله الأمني.سوء التسيير العام للبلاد هو الذي جعل الشعب يمارس الاحتجاج على هذه السلطة العاجزة، لكن إعلان الجيش بأنه سيتحول إلى شرطة للدفاع عن هذه السلطة ضد الاحتجاجات سيؤدي بالضرورة إلى مواجهة (لا نريدها قطعا) بين الجيش والشعب، وهو اتجاه خطير قد تتخذه الأحداث القادمة على ضوء ما صرح به قائد الجيش.كنا نأمل أن تكف السلطة عن استعمال الآلة الأمنية لحل مشاكل في البلاد تسبب فيها الفساد وسوء التسيير للبلاد، وتتطلب معالجة سياسية وإدارية واقتصادية، وليس أمنية.. لأنه لا يمكن حماية سوء التسيير والفساد والرداءة في تسيير البلاد بالهراوية.. لكن أن يتطور الأمر إلى التهديد باستخدام الجيش في قمع الشعب، فذاك تطور خطير لا يمكن أن يقبله أي عاقل يرى بأم عينه ما يحدث في مصر وسوريا وليبيا.. نتمنى أن لا نصل إلى هذه الوضعية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات