أقدم مجموعة من الشباب على محاصرة رئيس بلدية تڤرت في مكتب هذا الأخير، منذ الساعة الأولى إلى غاية الزوال، مطالبين إياه بضرورة حضور رئيس الدائرة بغية رفع عديد النقاط التي رفعوها في العديد من المناسبات، دون أن تجد الحل. وبعد مفاوضات، تنقل ممثلون عن المحتجين إلى رئيس الدائرة بطلب من هذا الأخير للنظر في المسائل العالقة التي لم تر النور.
وقد أفضى اللقاء إلى مراسلة الوالي من مقر هذا الأخير، والذي تحصلت “الخبر” على نسخة منها، جاء فيها الإصرار على حضور والي ورڤلة شخصيا قبيل تشييع جنازة المتوفى الثالث المدعو محمد بن السعيدي في مقبرة تڤرت، بعد دخوله مستشفى سليمان عميرات والذي توفي بعد ثلاثة أيام من الأحداث الأخيرة التي راح ضحيتها نور الدين مالكي وتومي مفتاح، اللذان توفيا بسبب طلقات نارية، بحسب تصريح أهاليهم لـ”الخبر”. ويأتي إلحاح الشباب الذي كان في مرحلة احتقان على ضرورة حضور الوالي من اجل احتواء الأوضاع التي باتت عليها مدينة تڤرت، التي كانت تعرف بالهدوء والسكينة طوال عقود من الزمن، ويأتي إصرارهم على هذا المطلب من أجل معرفة المستجدات التي أمر السيد وزير الداخلي بتطبيقها، وأولها في فتح تحقيق معمق عن المتسبب في مقتل الشباب، ومن جهة مدى استجابة السلطات المحلية للبلديات الأربع والولاية للتطبيق الصارم للنقاط التي أطلقها عندما التقى بأهالي الضحايا والسلطات المحلية، خاصة ما تعلق بقضية توزيع الأراضي عبر تراب الدائرة، على اعتبار أن الوزير أمر الوالي بتوزيعها في اليوم الموالي من الزيارة ومنح نسبة 50 في المائة من عروض العمل لأبناء تڤرت والبرمة، والنصف الثاني لنظرائهم في عاصمة الولاية وحاسي مسعود. وقد هدد الشباب على مرأى ومسمع العناصر الأمنية التي كانت متواجدة في مكتب رئيس بلدية تڤرت بأنه إذا لم يحضر الوالي ليطلعهم عن كل المستجدات، فإن الأمور ستتعقد بعدما دخلت عنق الزجاجة، ومن جهة احتواء الوضع من أجل أمن المدينة والمساهمة في إطفاء نار الفتنة وكشف حقائق الوضع المزري الذي تعرفه مدينة تڤرت التي تعتبر من أغنى ولايات بالوطن، فيما تمسك الشباب الغاضب بأنهم هم المعنيون بقضيتهم المشروعة والقانونية سوى ما تعلق بالشغل والسكن بنوعيه وقطع الأراضي المخصصة للبناء، والتي لم يفرج عن القائمة للمستفيدين والتنمية الشاملة للأحياء التي تشهد تأخرا في المشاريع، فيما طالب البعض منهم عدم تدخل الأعيان والمنتخبين على كل المستويات في شؤونهم بعدما تأكد، وبحسب قولهم، بأنهم لم يكونوا في مستوى تطلعاتهم طوال السنوات الفارطة.وقد شهدت مدينة تڤرت تعزيزات أمنية كبيرة على مستوى المرافق العمومية، خوفا من أي انزلاق قد يحدث في أي لحظة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات