فقدت الأسرة الإعلامية الجزائرية، أمس، واحدا من كبار مصوريها، بوفاة المصور الصحفي الحاج علي بوطيبة، أمس في المستشفى الجامعي 1 نوفمبر بوهران، بعد أزمة صحية مفاجئة. وكان الراحل قد تنقل رفقة حرمه إلى مدينة بوقادير بالشلف في زيارة عائلية، لتنتابه أزمة صحية، أدخله أهله إثرها إلى مستشفى 1 نوفمبر على جناح السرعة للعلاج، إلا أن الأجل كان أسبق، حيث فارق الحياة صباح أمس. المصور الصحفي حاج علي بوطيبة، أصيل مدينة معسكر، التحق بجريدة “لاريبيبليك” مباشرة بعد تأسيسها في سنة 1963، وكان من ضمن الطاقم الجزائري الذي أسس هذه الجريدة التي كانت تصدر باللغة الفرنسية وقضى فيها 40 سنة متنقلا بين المدن والدول، وشاهدا على التغيرات التي عاشتها الجزائر منذ استقلالها. وبقي في هذه الجريدة إلى غاية تقاعده قبل عشر سنوات. واشتهر المرحوم بالصورة التاريخية التي أخذها للثوري العالمي شي غيفارة، في زيارته لوهران سنة 1963. وكان الصحفيون يتنافسون ليرافقهم في مهامهم خارج وهران، نظرا لطيبته وخفة روحه، وخاصة لاحترافيته العالية ورجولته، حيث لم تكن مهنة الصحافة سهلة في عهد الحزب الواحد. وقد نظم قبل ثلاث سنوات معرضا في وهران عرض فيه صورا “للخيل” في مختلف وضعياته. وهو الذي كان من هواة الفروسية. كما رافق الفريق الوطني الجزائري سنة 1982 إلى مونديال إسبانيا. ومازالت “خزانة صوره” في جريدة الجمهورية تشكل جزءا مهما من الأرشيف المصور لمسار الجزائر المستقلة. وكذلك صور السنوات المأساوية التي عاشتها الجزائر في العشرية السوداء. وذكر المقربون منه أنه تأثر كثيرا في الأيام الماضية، عندما كرم وزير الإعلام مجموعة من المصورين القدامى بمناسبة اليوم الوطني للصحافة في 22 أكتوبر الماضي، حيث تم استثناء المرحوم من هذا التكريم، وهو الذي لم يكن يطلب “الصدقة”، حيث عاش كريما عفيفا خلال ممارسته للمهنة وبعد مغادرته لها.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات